كشف الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة ايهاب الغصين ل «الحياة» أن الأجهزة الأمنية اعتقلت ليل الثلثاء - الأربعاء زعيم جماعة «جلجلت» الدينية المتشددة في قطاع غزة محمود طالب بعد نحو شهرين على فراره من سجن تابع لها، معتبراً انه «احد كبار المطلوبين» في القطاع و«يقف وراء العديد من التفجيرات التي حدثت في الفترة الأخيرة». وأشار الى أن «الأجهزة الأمنية المختصة تقوم الآن بالتحقيق اللازم معه لاتهامه بالوقوف وراء تفجيرات استهدفت مقاهي وأماكن عامة في غزة، اذ اعتقل قبل اشهر وتمكن من الفرار من سجنه». ووصف طالب بأنه «من أعضاء الجماعات التكفيرية»، وهو الوصف الذي تطلقه الحكومة المقالة على الجماعات السلفية الجهادية التي تستلهم فكر تنظيم «القاعدة». واعتبر أن «اعتقال طالب سيحل غموض الكثير من القضايا». وكشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» أن عناصر أمنية من الحكومة المقالة «حاصرت منزلاً كان يتحصن فيه طالب قرب منزل (رئيس الحكومة المقالة اسماعيل) هنية في مخيم الشاطىء للاجئين غرب مدينة غزة، ووقعت اشتباكات مسلحة استخدمت خلالها قنابل يدوية». وقالت أنه «تم اعتقال طالب بعدما نفدت ذخيرته». يذكر أن الأجهزة الأمنية شنت حملة اعتقالات واسعة في أعقاب اعلان زعيم السلفية الجهادية عبد اللطيف موسى اقامة امارة اسلامية في مدينة رفح قبل نحو ستة أشهر اعتقلت خلالها 160 جهادياً، أفرجت عن الغالبية العظمى منهم. وقال الغصين إن «عدد المعتقلين الآن لا يتجاوز 10، وأن ملفاتهم تم تحويلها على القضاء». «عملية غير اخلاقية» ووصف القيادي في الجماعات السلفية الجهادية في قطاع الشيخ «أبو البراء المصري» اعتقال طالب من المنزل بأنه «عملية اقتحام لا أخلاقية». وقال في تصريح مساء أمس إن «أجهزة أمن حكومة حماس في قطاع غزة قامت (..) بتنفيذ عملية اقتحام لا أخلاقية لمنزل في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، كان يوجد في داخله أحد أبرز قيادات الجماعة المجاهد أبو المعتصم المقدسي» محمود طالب، وذلك «في وقت كانت تحلق طائرات الاحتلال الحربية في أجواء منطقة غرب غزة»، ما كان «سيشكل خطراً كبيراً على القيادي أبو المعتصم المطلوب لقوات الاحتلال منذ نحو أربع سنوات وتمت محاولة اغتياله مرات أصيب خلالها». واعتبر أن «عملية الاقتحام كانت تعبر عن أخلاقيات القائمين على هذه الأجهزة الأمنية وأفرادها، فتم التعرض لأصحاب المنزل واقتحامه في شكل غير لائق في وقت كانت نسوة المنزل تجتمع في مكان واحد، ومن دون أي سابقة إنذار تم اقتحام المنزل بهمجية تشابه تماماً تلك الهمجية التي كانت تستخدمها الأجهزة الأمنية السابقة وكذلك قوات الاحتلال في اقتحام منازل المواطنين الآمنين». وشدد على أن «عمليات التعرض المستمرة لمجاهدي الجماعات السلفية الجهادية والزج بهم في السجون، لن تثني أفراد الجماعة للحياد عن نهجها السليم والقويم في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وأن كل الاتهامات التي توجهها حماس وأجهزتها الأمنية لأفراد الجماعات هي اتهامات باطلة». وعبر عن رفضه «المحاولات المستمرة لملاحقة مجاهدينا الذين يطلقون الصواريخ المحلية الصنع (على اسرائيل)، وكذلك الذين يقومون برصد الأهداف الحدودية لقوات الاحتلال ومتابعتها، اذ تم اعتقال ما لا يقل عن ستة من مجاهدينا خلال أيام بتهم باطلة، وكذلك بعد العودة من مهمات جهادية، وزعم أجهزة أمن حماس أن الاعتقال جاء بعد عمليات تفجير داخلية وقعت اخيراً». ونفى نفياً قاطعاً أي علاقة للجماعات السلفية بتفجيرات داخلية، مشيراً الى أنها خلافات بين الأجهزة الأمنية. وأشار الى أن «بعض عمليات التفجير التي وقعت، كالتي حصلت في شارع الوحدة بمدينة غزة وأخرى في المنطقة الوسطي (من القطاع)، ناتجة من خلافات بين قيادات في أجهزة أمن حكومة حماس، وقيادات كتائب القسام (الذراع العسكرية لحماس)، وتفجيرات أخرى وقعت في (مدينة) غزة وشمال القطاع ناتجة من خلافات داخل تنظيم كتائب الناصر صلاح الدين، وليس لعناصر الجماعات أي علاقة فيها كما تدعي أيضاً أجهزة حماس التي تعرف تلك الحقيقة». وأكد أن «مقاومتنا لعدونا لن تقف، وأن أوامر قائد الشرطة في غزة (أبو عبيدة الجراح) باعتقال مطلقي الصواريخ التي سربها لنا عدد من عناصر أجهزة أمن حماس، لن توقف جهادنا، وسنجابه أي عمليات اعتقال لعناصرنا خلال المهمات الجهادية بقوة، ولن نسمح باعتقال أي منهم».