نجح الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي مؤسس «مسرح إسطنبولي» في مدينة صور (جنوبلبنان) بافتتاح مسرحه وإعادة تأهيل «سينما الحمرا» وافتتاحها بعد 30 سنة من الغياب، معلناً بذلك عودة الحركة الثقافية والفنية إلى مدينة صور والجنوب من خلال إقامة المهرجانات العربية والدولية للمسرح والسينما والموسيقى للمرة الأولى في تاريخ الجنوب، بمشاركة فنانين من لبنان والعالم، وتأسيس «محترف تيرو» للفنون الذي يعمل على تدريب جيل جديد على مختلف أنواع الفنون، إضافة إلى عروض الشارع والكرنفالات. ويبدأ فريق مسرح إسطنبولي مغامرة أخرى وحلماً جديداً في مدينة النبطية التي ليس فيها سينما منذ عام 1990. هذه المبادرة الذاتية الثانية لمسرح إسطنبولي تتمثل بإعادة الحركة الثقافية والسينمائية والمسرحية إلى قلب النبطية وأهلها من خلال ترميم وإعادة افتتاح «سينما ستارز» آخر سينما في تاريخ النبطية، والشاهدة على الحقبة الذهبية للسينما فيها التي استمرت حتى بداية الحرب الأهلية اللبنانية. وكانت النبطية في ثلاثينات القرن الماضي وأربعيناته، تستضيف فرق التمثيل وجوقات العتابا والميجانا التي كانت تعرض في الهواء الطلق، إلى أن أنشأ حسيب جابر عام 1943 السينما الأولى في النبطية باسم «روكسي» وقُدمت على منصتها مسرحيتا «الحجاج بن يوسف» و «أيام سفر برلك». وبعد عام توقفت «روكسي» لتقوم مكانها سينما «أمبير» (1944) التي لم تعش طويلاً، إذ أقفلت عام 1952. بعد ذلك بادر علي حسين صباح عام 1957 إلى إنشاء دار سينما «كابيتول»، ومن ثم قامت في العام ذاته دار عرفت باسم «سينما أبو أمين» نسبة إلى كنية صاحبها، لم تعمل سوى أشهر قليلة، وكان المشاهدون يتابعون شاشتها قعوداً على الحصائر البورية. وعام 1960 أُنشئت سينما «ريفولي» التي احترقت عام 1979 بسبب الحرب. وظهرت أواسط الثمانينات سينما «ستارز» آخر سينما في تاريخ النبطية وأقفلت عام 1990 . تميزت هذه المرحلة الذهبية بأفلام فاتن حمامة وسعاد حسني ومحمود ياسين ونجلاء فتحي وغيرهم، إضافة إلى الأفلام الغربية مثل «سبارتاكوس»، والأفلام الهندية مثل «ولدي» و «من أجل هكتارين من الأرض»، وأفلام الكاراتيه والكونغ فو. واستضافت السينما ألمع الوجوه الفنية أمثال وديع الصافي وصباح وهيام يونس ومرسيل خليفة وأنطوان كرباج وفهد بلان وسميرة توفيق وأحمد الزين وأبو سليم وفرقته ووفاء شرارة وحسام الصباح ورفيق علي أحمد ومنير كسرواني وفرق من الجنوب، إضافة إلى أهل السياسة ككمال جنبلاط ومعروف سعد وجورج حاوي وياسر عرفات وجورج حبش.