أجرى الرئيس السوداني عمر البشير وضيفه التشادي إدريس دبي محادثات في الخرطوم أمس تهدف إلى إنهاء حال التوتر بينهما وفتح صفحة جديدة في علاقاتهما، وتسريع عملية السلام في دارفور. ومد الرئيس التشادي في زيارته الأولى للسودان منذ 2004 يد المصالحة إلى نظيره السوداني الذي بادله بالمثل. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» في الخرطوم إن الرئيسين سيناقشان إمكانات مساهمة تشاد في تسريع عملية المفاوضات لسلام دارفور، والتي تستضيفها قطر حالياً، وسبل إبرام اتفاقات مع معارضي نظاميهما الناشطين في كل من السودان وتشاد. وتملك الخرطوم نفوذاً على تحالف المعارضة التشادية وتستضيف أكثر من خمسة آلاف من مقاتليه في دارفور، كما تربط نجامينا علاقة وثيقة مع زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل إبراهيم الذي ينحدر من قبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها أيضاً الرئيس دبي. واعتبر وزير الخارجية السوداني دينق ألور للصحافيين أن زيارة الرئيس التشادي «تاريخية». وكان البشير في مقدم مستقبلي دبي لدى وصوله قبل الظهر الى مطار الخرطوم. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن دبي قوله في مستهل المحادثات: «أتينا إلى هنا مثل حمامة .. أتينا لنعرب عن رغبتنا واستعدادنا والتزامنا بالعمل على عودة السلام والثقة» بين البلدين. وأضاف الرئيس التشادي الذي حصلت زيارته الأخيرة للسودان في تموز (يوليو) 2004 في الجنينة عاصمة غرب دارفور الملاصقة للحدود التشادية: «أتينا لنعود مع السلام». وأكد الرئيس البشير من جهته «أننا نلتزم تطبيق كل الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين بلدينا». وأضاف: «نريد العودة الى افضل العلاقات»، مشيراً الى ان نشر قوة مشتركة من جيشي البلدين على حدودهما سيكون له «انعكاس مهم» على أمن دارفور وسكانها. إلى ذلك، أكد حزب المؤتمر الوطني أن الشراكة بينه وبين «الحركة الشعبية لتحرير السودان» تهدف إلى اجراء انتخابات حرة ونزيهة وتنفيذ اتفاق السلام الشامل، ونفى أي اتجاه لمقاطعته الانتخابات في الجنوب. وسخر المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور مما تناقلته مواقع الكترونية من توقعات باكتساح مرشح «الحركة الشعبية» ياسر عرمان الانتخابات الرئاسية. وقال: «سنكتشف حقيقة هذا الحديث في نيسان (ابريل) المقبل». ورأى أن سيكون «كذبة ابريل».