بعد ان مشى تشلسي من استاد الامارات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي فائزاً بثلاثية على أصحاب الارض ارسنال قال مدرب الاخير الفرنسي ارسين فينغر إن الوقت قد حان لخلط الأوراق. ارتفعت أصوات الساخرين من أعظم مدرب في تاريخ ارسنال في العامين الماضيين بخاصة ان الغريم التقليدي في عاصمة الضباب تشلسي مرة جديدة يتسبب بإنهاء موسم «المدفعجية» خالي الوفاض بالهزائم الموجعة. خرجت جماهير الفريق من استاد «ستامفورد بريدج» وهي تضرب كفاً بكف على الموسم الذي سيدخل في طي النسيان على غرار المواسم القليلة الماضية، إذ وضع الفيل الايفواري دروغبا حداً لطموحات فينغر وفريقه بتسجيله هدفي الفوز مؤكداً انه «جلاد» الحراس في ارسنال وهو الذي رفع عدد اهدافه في شباكهم الى 12 خلال 12 مباراة خاضها أمامهم. قد يكون ارسنال الفريق الأكثر جاذبية في «البريمييرليغ» لكن على المدرب الفرنسي ان يثبت أن مواهبه الغزيرة قادرة أن تصعد على منصة التتويج وليس تقديم الأداء الجميل فقط. منذ الهزيمة الأولى امام تشلسي ظن جمهور ارسنال ان رياح التغيير ستهب على فريقهم مع التصريحات الرنانة للمدرب الفرنسي التي قال فيها انه سيضم لاعبين جدد الى الفريق مع فتح باب الانتقالات الشتوية ومن ضمنها رأس حربة من الصف الاول ليحل مكان الهولندي روبن فان بيرسي المصاب وسيغيب لفترة ليست قصيرة. وجاء اليوم الأول من شهر شباط (فبراير) وهو اليوم الذي اغلق به باب الانتقالات في انكلترا وذهبت وعود فينغر ادراج الرياح وزاد من محن المدرب الهزيمة الكبيرة امام مانشستر يونايتد (1-3) على ملعب الامارات، ويبدو ان الضربة القاضية اتت من «البلوز» أول من امس. سيذهب موسم 2010 على غرار المواسم الأخيرة التي تلت آخر فوز للفريق باللقب عام 2004 والمدرب الانيق يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية بما يحصل حالياً في الفريق. الفارق الان 7 نقاط بين ارسنال والمتصدرتشلسي وقد تكون اكبر اخطاء فينغر انه لم يستفد من الاموال التي منحها له رئيس النادي اللندني بيتر هيل وود لصرفها في سوق الانتقالات، وهو كان قادراً على ضم لاعبين او ثلاثة الى المجموعة الحالية فيكون فريقه منافساً شرساً على اللقب الا انه ابى وتكبر وبقي عالقاً بما بين يديه من لاعبين وغامر على مصير فريقه بالمنافسة فكانت النتيجة ان مانشستر يونايتد وتشلسي اصطاداه بسهولة. على الصعيد الفني، كان على فينغر ايجاد حارس بديل للإسباني مانويل المونيا والاخير يتحمل مسؤولية عدد من الاهداف السهلة التي دخلت مرماه ومنها 12 هدفاً من الكرات الثابتة وهي اثرت في مسيرة الفريق في المنافسة وهو فينغر من دون شك يشعر بالندم لعدم التعاقد مع الايرلندي المخضرم شاي غيفن الذي اعلن قبل انضمامه الى مانشستر سيتي عن رغبته باللعب مع «الغانرز» وحتى حارس بولتون يوسي ياسيكلاينن كان خياراً أفضل قبل ان يمدد عقده مع بولتون ووندررز وحتى الحارس الإنكليزي الصاعد جوي هارت خيار افضل من المونيا. مشكلات الدفاع لا يمكن ان تحل بالتعاقد مع المخضرم سول كامبل (35 عاماً) ليكون إضافة إلى الفرنسي وليام غالاس والبلجيكي توماس فيرمايلين مع العلم ان الخيارات كانت متاحة وهي جيدة كالإيرلندي ريتشارد دان قبل انتقاله من مانشستر سيتي الى استون فيلا والنروجي بريد هانغلاند من فولهام. اما الطامة الكبرى فهي عدم ايجاد لاعبين يضيفون الى قدرة القائد سيسك فابريغاس في وسط الملعب وهذا ما فشل به الكاميروني اليكس سونغ بيلونغ والبرازيلي دنيلسون واكتشفه السير اليكس فيرغسون في المباراة الاخيرة حين كان فابريغاس ضيف شرف بسبب رعونة زملائه. في السنوات الماضية لم يقدم ارسنال لاعب وسط قادر على سد ثغرة غياب باتريك فييرا الذي انتقل يومها الى يوفنتوس الايطالي، وكان بإمكان فينغر ان يفكر بواحد من ثلاثة لسد الثغرة وهم غاريث باري وستيفن ايرلاند والاسباني تشابي الونسو ومن المعروف ان فينغر حاول التعاقد مع الثلاثي في السابق وفشل على حد قوله. فابريغاس نفسه قال لمدربه عليك التعاقد مع رأس حربة كبير في الاسابيع الماضية وقيل ان ارسنال مهتم بمهاجم وستهام كارلتون كول ومهجم بوردو الفرنسي اللاعب المغربي مروان الشماخ وحتى ايدن دزيكو مهاجم فولسبورغ الالماني كان على لائحة الاهتمام. على كل حال الهزيمة امام مانشستر يونايتد ثم امام تشلسي تعني ان المشكلات بدأت تحيط بالمدرب الفرنسي وعلى رغم ان احداً لا يشكك بقدرات فينغر في تقديم كرة قدم ممتعة انما جماهير ارسنال نفد صبرها وهي بانتظار لقب يثلج صدورها منذ 6 سنوات.