حمل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل بعنف على الولاياتالمتحدة واتهمها بتعطيل المصالحة الفلسطينية عبر ممارسة ضغوط على السلطة، وأعلن من موسكو أن الحركة وجدت «تفهماً عربياً لموقفها المنطقي حيال الورقة المصرية»، معرباً عن أمله في «حل هذه المسألة الإجرائية». وأجرى مشعل أمس جولة محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أن يشارك في غداء عمل نظمه نائب الوزير ألكسندر سلطانوف المسؤول عن ملف الشرق الأوسط. ويرافق مشعل في زيارته الثالثة لموسكو منذ أن فتحت روسيا قنوات الإتصال مع الحركة عام 2006، مسؤول الحركة في لبنان أسامة حمدان وعضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وقياديون آخرون. وتكتم المسؤولون الروس على نتائج المحادثات. وكان لافروف مهد للقاء بالتأكيد على أن الهدف الرئيس من محادثاته مع مشعل هو «البناء على الجهود التي تجري بوساطة مصر لتحقيق الوحدة الفلسطينية»، فيما أعلن حمدان بعد اللقاءات أن «حماس» تعتزم مواصلة الاتصالات مع روسيا للبحث عن سبل جديدة لتحقيق التسوية الشرق أوسطية، موضحاً: «لا نأمل في مواصلة النقاش فحسب، وإنما أيضاً البحث عن سبل جديدة لحل المشاكل الرئيسية في الشرق الأوسط». وزاد أن موسكو وعدت بدعم عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، وهذا «أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلينا». وأشاد مشعل في مؤتمر صحافي في اختتام المحادثات، بالدور الروسي في الشرق الأوسط، وركز على أن الزيارة أتت تلبية لدعوة من جانب لافروف، معتبراً ذلك مؤشراً إلى جدية الموقف الروسي في التعامل مع كل الأطراف الفلسطينية، خصوصاً المؤثرة منها. وقال إن وفد الحركة وجد «تركيزاً من الجانب الروسي على ملف المصالحة» وعملية السلام، وأن موسكو «تدرك جيداً أهمية إطلاق عملية سلام حقيقية، وتدرك العقبات التي تعيقها وأبرزها الاستيطان». وأوضح مشعل أن وفد الحركة أبلغ الروس أن «سرعة إنجاز المصالحة خيارنا وقرارنا»، مشيراً إلى «عوائق تعرقل تقدم الحوار، أبرزها التدخل الخارجي، خصوصاً الضغط الأميركي على السلطة من خلال التهديد بقطع المساعدات في حال تمت المصالحة». ورحب بدور روسي في مسألة المصالحة، مؤكداً في الوقت ذاته على أن «مصر قادرة على معالجة المحطة الأخيرة من عملية المصالحة، مع أخذ مطلبنا العادل في الاعتبار». واعتبر أن العائق الثاني «مسألة إجرائية تتعلق بمطلب حماس تدقيق الورقة المصرية لتنسجم مع تفاهماتنا السابقة»، معتبراً أن «من حقنا أن نوقع على ما اتفقنا عليه، وليس على نصوص تم تغييرها». وأوضح أن الحركة وجدت خلال جولة قيادتها العربية أخيراً «تفهماً عربياً لمطلبنا المنطقي، ونأمل في أن تنجح الجهود المبذولة في تذليل العقبة». وذكر أن «هناك حراكاً عربياً نباركه ونأمل في أن ينجح». وحمل مشعل الحكومة الإسرائيلية المسؤولة عن انسداد الأفق أمام عملية السلام، معتبراً أنها «حكومة تصعيد وعدوان وتحضير لحروب جديدة». وهاجم مجدداً الموقف الأميركي، معتبراً أن «تراجع واشنطن أمام التعنت الإسرائيلي سبب إضافي لتعثر جهود التسوية»، وأن «واشنطن فشلت أمام اختبار بسيط هو فرض وقف النشاط الاستيطاني لإطلاق عملية تفاوضية» . وقال إن الحركة أبلغت الروس أن المشكلة «ليست عند الطرف الفلسطيني أو العربي»، والمطلوب ليس مجرد استئناف المفاوضات بشكل شكلي، بل سلام حقيقي ينهي الاحتلال ويعطي الحقوق المشروعة للفلسطينيين». وشدد على أن الحركة «وجدت تفهماً روسياً لكل المسائل المطروحة، وبينها ضرورة رفع الحصار عن غزة وسرعة الشروع بإعادة الإعمار»، لافتا إلى أن «حماس» تؤكد موقفها المرحب بأي آلية عربية أو دولية لدخول الأموال المخصصة للإعمار والمتوافرة من زمن»، ولا تشترط أن تمر هذه الأموال عبر قنوات الحركة.