حذّر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني من تحول ليبيا إلى صومال ثانية ما لم يتم التوصل «خلال أسابيع» الى اتفاق بين الليبيين عبر محادثات السلام الجارية تحت اشراف الأممالمتحدة. وقال جنتيلوني في مقابلة مع صحيفة «لاستامبا» الإيطالية نُشرت أمس: «إما أن نصل إلى اتفاق خلال أسابيع أو سنجد أنفسنا أمام صومال جديدة على بعد خطوات من شواطئنا، وعندها سنكون مجبرين على التحرك بطريقة أخرى». وأضاف: «إن الوقت ضيق خصوصاً عندما يصبح تواجد تنظيم الدولة الإسلامية بهذه الخطورة»، في اشارةٍ إلى المعارك العنيفة التي نشبت خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة سرت بين سكان المدينة ومسلحين من التنظيم المتطرف. ورأى جنتيلوني أنه في حال لم تصل المفاوضات إلى نتيجة سريعاً «لا بد من وضع ليبيا على جدول أعمال الائتلاف الدولي الذي يحارب «داعش»، وعندها لن يكون الهدف العمل على استقرار سياسي في ليبيا بل السعي لاحتواء الارهاب» فيها. وتطرق الوزير الايطالي إلى آلاف المهاجرين الذين يبحرون اسبوعياً من الشواطئ الليبية في محاولة للوصول إلى إيطاليا، مشدداً على أن هذه الظاهرة مرشحة للإستمرار طويلاً وهي ليست عابرة. وأضاف أن «الهجرة ليست كارثة ظرفية بل هي ظاهرة ستبقى خلال العشر الى 15 سنة القادمة. ولا بد من مواجهة هذا التحدي بشكل مباشر من دون مواربة». إلى ذلك، نددت الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا في بيان مشترك بالاعمال «الهمجية» التي ارتكبها «داعش» في ليبيا وطالبت الأطراف المتخاصمة بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية. وذكر البيان الذي نشرته الخارجية الأميركية أول من أمس: «إننا قلقون جداً من المعلومات التي تحدثت عن قصف هؤلاء المسلحين مناطق ذات كثافة سكانية في المدينة وارتكابهم اعمال عنف بلا تمييز لترهيب الشعب الليبي». كما دعا البيان أطراف النزاع الى «الانضمام الى الجهود المبذولة لمكافحة خطر الجماعات الإرهابية العابرة للدول التي تستغل الوضع في ليبيا لتحقيق أهدافها الخاصة». وتابع أن الوضع في سرت «يعكس حاجة ماسة الى توصل الأطراف الليبيين الى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة، بالتشاور مع المجتمع الدولي على ضمان الأمن في مواجهة الجماعات المتشددة العنيفة التي تسعى إلى زعزعة البلاد». كما شددت الدول الست الموقعة على البيان على «عدم وجود حل عسكري للنزاع في ليبيا». وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، دعت الدول العربية إلى توجيه ضربات محددة ضد مواقع التنظيم في مدينة سرت. وسيعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين بعد غد في القاهرة بناءً على هذا الطلب. في غضون ذلك، طالبت أسر عالقة في منازلها من دون غذاء ولا أي إمكانات أخرى، في التجمع السكني الثالث في سرت المحاصر من قبل «داعش»، المجتمع المدني والدولي والهلال الأحمر الدولي بإخراجهم وتوفير ممر آمن لهم ولأسرهم. وقال أحد المواطنين المحاصَرين أن أُسر عدة لا تزال موجودة في ضواحي التجمع السكني الثالث مند 4 أيام حيث يعانون قلة الغداء وعدم توفير حليب الأطفال والدواء لمرضاهم.