تجاوز كريشينا إيلا التوقّعات في «مشروع وادي الجينوم» Genome Valley Project، واحة التكنولوجيا البيولوجيّة الحيويّة في «حيدر آباد»، مع الإشارة إلى أنّه صاحب المشروع، إذ عاد إيلا إلى وطنه الهند من الولاياتالمتحدة في عام 1996 مع حاوية شحن بطول 12 متراً، مليئة بمعدات تصنيع اللقاح، لدعم خطته الكبرى الرامية إلى إنتاج لقاح لالتهاب الكبد الوبائي من النوع «بي»، بكلفة دولار أميركي للجرعة. لم يكتف إيلا بتحقيق ذلك الهدف، بل تمكن من جعل لقاحه أرخص بعشر مرات على الاقل من اللقاحات التي تنتجها الشركات الغربيّة الكبرى. وأثار ذلك الإنجاز العلمي المستثمرين بالجنون، وفق قول إيلا. ولكن في غضون ثلاث سنوات، نجحت شركة ايلا المُسمّاة «بهارات بيوتيك انترناشيونال ليمتد» Bharat Biotech International Limited، في إنتاج لقاح للوقاية من التهاب الكبد «بي»، حمل إسم «ريفاك بي+»REVAC B+ بثمن بلغ 3 دولارات أميركية للجرعة، ثم انخفض إلى 30 سنتاً للجرعة. وفي 1999، تمكنت الشركة من التوصل إلى القدرة على انتاج مئة مليون جرعة من لقاح «ريفاك بي+» سنوياً، بعد أن كان الرقم عينه 8 ملايين جرعة. وفي مطلع الألفيّة الثالثة، ضمّت مؤسّسة «ميلندا وبيل غيتس» شركة «بهارات بيوتيك» إلى قائمة شركائها في بحوث صنع لقاح لوباء الملاريا. وفي العام 2004، توصلت الشركة إلى صنع هرمونات نمو مُركّبة في المختبر، وهي أساسيّة في تجديد الجلد بعد الحروق العميقة، وكذلك شفاء قرحة القدم عند المُصابين بالسكري. وفي السنة عينها، صنعت الشركة بودرة لعلاج الجفاف الناجم عن الإسهال والقيء والحميّات، خصوصاً عند الأطفال. وفي 2007، صنعت الشركة لقاحاً محليّاً أولاً لعلاج نوع فتّاك من مرض الأنفلونزا. وفي 2011، صنعت الشركة لقاحاً يقي من الإسهال الوبائي، ما دفع مؤسّسة «ميلندا وبيل غيتس» إلى تكريم «بهارات بيوتك». وفي العام 2013، أطلقت الشركة لقاح «تايبابار تي سي في» Typabar TVC، وهو الأول عالميّاً الذي ثبتت فعاليته في الوقاية من التيفوئيد. وصارت شركة «بهارات بيوتك» من كبريات شركات الأدوية واللقاحات عالميّاً، وتحمل 45 براءة اختراع أساسيّة، من بينها 5 مواد جديدة كليّاً، ومصنّفة ضمن الشركات الرائدة في بحوث البيولوجيا عالميّاً. وتابعت الشركة تطوير لقاحات ضد «التهاب الدماغ الياباني»، وداء الكَلَب، وفيروس المستدمية النزليّة – ب، كما طورت لقاح الفيروس العجلي في الآونة الأخيرة. وتصر الشركة على إنتاج لقاحات رخيصة، تكاد ألا تتجاوز الدولار للجرعة.