يناقش مؤتمر دولي يُعقد في جدة في 23 و24 أيار (مايو) المقبل، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خطة الارتقاء بالمساجد موقعاً ورسالة، وإصدار كشاف عن الأوقاف في العالم الإسلامي، والتجديد في الفكر الإسلامي، والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات، ودور الدعوة الإسلامية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وحوار الأديان والحضارات، ومشروع برنامج الوسطية منهجاً وحياة، والتنصير في بلاد المسلمين. كما يناقش تقريراً في عنوان «الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحقيقه» بمشاركة 62 دولة، وآخر يتناول «تقدم العمل بصندوق الاستثمار في ممتلكات الأوقاف في البنك الإسلامي»، وثالثاً عن «إنجازات المشاريع التنفيذية لتنسيق جهود الدول الإسلامية في الأوقاف». وقال وزير الشؤون الإسلامية رئيس المجلس التنفيذي للمؤتمر الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: «إن استضافة المملكة لهذا المؤتمر الإسلامي الكبير في دورته الثامنة، دليل على حرصها ورغبتها في احتضان كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، وفق توجيهات ومؤازرة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد». وأبلغ وزير الشؤون الإسلامية وكالة الأنباء السعودية، أن انعقاد المؤتمر الثامن «يأتي في ظروف بالغة الألم، اذ لا تزال الأمة الإسلامية تعاني العديد من الأزمات والمشكلات، إن على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، كما أننا لا نزال نرى ضعفاً في اتحاد هذه الأمة، وضعفاً في استخدام إمكاناتها وطاقاتها المادية والمعنوية والعلمية والدعوية كافة»، مشيراً إلى أن المملكة استضافت قبل ذلك أربعة مؤتمرات. وشدد آل الشيخ على «رسالة المسجد، باعتبارها الدعامة الأساسية لبناء الأمة الواحدة في عقيدتها وأخلاقها وآدابها، فالمسجد يترجم رسالة الإسلام، وهو طريق لجمع الكلمة، ووحدة الصف». كما شدد على أهمية «تكوين قاعدة معلومات شاملة عن الأوقاف، تتضمن حصر وتسجيل جميع الأوقاف في البلدان الإسلامية، ليمكن من خلال ذلك حصر وتسجيل جميع البيانات المتعلقة بالأوقاف في العالم الإسلامي، بحيث تكون هذه البيانات مشروعاً رائداً ومفيداً في وجود أطلس كشاف يوثق ويحصر ويضبط جميع أعيان الأوقاف»، مبيّناً أن المملكة «تقدمت بخطة متكاملة في هذا الشأن خلال اجتماعات الدورة التاسعة للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي، الذي عقد في الكويت». وأوضح: «إننا نتطلع في أعمال وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ونحوها من المؤسسات والهيئات والمجالس والجمعيات الإسلامية إلى أفق جديد رحب، نجدد فيه الخطاب الديني في أطره ووسائله وأولوياته، ونسعى فيه للإصلاح الشامل للمنطق والعقل والتفكير، ونروم فيه وضع أسس الوعي الإسلامي الرصين بالفقه في الشريعة الإسلامية، بالنظر إلى مقاصدها وكلياتها وقواعدها، وإننا حين ننظر إلى واقع الخطاب الإسلامي اليوم، نجده محتاجاً إلى استشراف المستقبل، والخروج من أزمة الواقع بإحياء فقه الأولويات، وفقه القوة والضعف، وفقه السياسة الشرعية في التعامل والحركة».