احتفلت جزر فرسان الأسبوع الماضي بالعبارتين الجديدتين المسميتين «فرسان - جازان»، وهما هدية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز لأهالي الجزيرة، ولن أدخل في تفاصيل كبرهما وحجمهما وحداثتهما، فقد أسهبت صحفنا المحلية في كل هذه التفاصيل، وهذه الهدية ليست بمستغربة من ملك الإنسانية، الذي يهتم بإنسان أرضه في أي مكان، فهو الذي حرص وما زال يحرص على راحة شعبه، وتوفير الخدمات لهم بما يكفل لهم العيش الكريم أينما كانوا. وإن كانت «فرسان» تحديداً عانت الكثير من الصراع مع البحر، وفقدت الكثير من أبنائها الذين تساقطوا في أعماقه، غرقاً أو كانوا وجبة لأسماك القرش، أو ضلوا الطريق، فتاهوا ولم يُعرف لهم طريق أو دليل، وفي الأسبوع نفسه احتفلت الجزيرة، بموسم «الحريد»، وعاداتها السنوية في الاحتفاء به، وإن تغيرت طقوس الاحتفاء عن ذي قبل، بعد أن جعل منه أمير المنطقة «محمد بن ناصر بن عبدالعزيز» مهرجاناً كبيراً، يأتي الزائرون لأجله من داخل المملكة وخارجها، والحقيقة تقال: إن هذا المهرجان، إضافة إلى العبارات والقوارب الصغيرة السريعة، التي سهلت الكثير من العناء والمشقة على الزائرين، أكسبت الجزيرة سمعة كبيرة في السياحة، فالجزيرة إضافة إلى موسم الحريد السنوي، يوجد فيها الكثير من الأماكن التاريخية، والمناظر الطبيعية المذهلة، سواء داخل البحر، أو خارجه، أو على رمالها وشواطئها الجذابة والنظيفة التي لم تطؤها يد التلوث بعد، وأرجو أن تظل كذلك. والمعروف أيضاً عن الجزيرة أنها إحدى المحميات الطبيعية المشهورة بنوع جميل ونادر من الغزلان التي لا توجد في أي مكان آخر، وبقدر ما أفرحني الخبر الذي قرأته في صحفنا الأسبوع الماضي عن افتتاح أمير المنطقة للعديد من المشروعات فيها، وكذلك خبر تسليم الأرض الخاصة بالمطار الذي سيقام على أرضها مطلع هذا الأسبوع، والذي سبق لي أن طالبت بإقامته في إحدى مقالاتي في هذه الصحيفة، وبقدر الفرحة التي اعتلتني بتحقيق هذه الأمنية لسكان الجزيرة، إلا أنها بحاجة إلى الكثير من الخدمات المهمة والضرورية للجزيرة، خصوصاً وهي منطقة زاخرة بكل مغريات السياحة الداخلية، ولعل أهم هذه الخدمات توفير البنية التحتية من فنادق واستراحات، وشقق مفروشة، وأسواق ومطاعم، ومخابز وبقالات، على مستوى عالٍ من الخدمة، بحيث يجد الزائر أو السائح كل احتياجاته الضرورية من خبز وطعام ومأكولات سريعة، ومحطات للوقود، وعلى ذكر الوقود فقد صدر قرار من مجلس الوزراء قبل شهر أو شهرين تقريباً، يقضي بتخفيض أسعار الوقود لأهل الجزيرة، إلا أن القرار لم يُفعل على أرض الواقع، كما قال الأستاذ «إبراهيم مفتاح» في مقالته بزاويته الأسبوعية «أشرعة» بصحيفة «عكاظ» الأسبوع الماضي، وطالب فيها بتخفيض الغاز أيضاً، إذ إن الأنبوبة الواحدة منه في فرسان، سعرها أضعاف الأنابيب الأخرى، في أي منطقة في المملكة. لقد طلب أمير المنطقة رجال الأعمال لدينا وأصحاب القطاع الخاص، المساهمة والمشاركة في تنمية منطقة جازان عامة، وجزيرة فرسان بصفة خاصة، وليست هذه هي المرة الأولى التي يطالب فيها رجال الأعمال بالمشاركة، بل مراراً وتكراراً، ولا أعرف ما يمنعهم من الاستثمار في هذه المنطقة التي لا تحتاج إلى تنبؤ بالمستقبل، فهي مضمونة الربحية لكل مستثمر يستغل فرصة الدعم اللامتناهي من أمير المنطقة، وفرصة الأولوية، وفرصة التنوع في الاستثمار والابتكار لمشروعات جديدة يستفيد منها المستثمر والمستهلك على حد سواء.