أعلن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، أمس أن لجنة تقصي الحقائق التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيلها للتحقيق في كارثة سيول جدة ستنتهي من تحقيقاتها خلال الأسابيع القليلة القادمة «وسيتم الرفع بتوصيات اللجنة وتحقيقاتها إلى الجهات المعنية». وقال في ختام أعمال ورشة درء مخاطر السيول والأمطار عن شرق جدة: «يحق لنا الآن أن نقول إننا انتقلنا من ثقافة الإحباط إلى ثقافة التفاؤل والأمل، كما انتقلنا من الحالة المزرية للشعور بالإحباط إلى حالة التفاؤل المطلوبة»، مؤكداً أن ولاة الأمر يتابعون بعين ثاقبة كل ما ينتج من أعمال هذه الورشة، مثمنين كل الجهود التي تبذل في هذا الخصوص. وأضاف «منذ نشأته وهذا الوطن اعتاد أن يواجه التحديات حتى يتم له النجاح، وهذا ما جعلنا ننتقل اليوم إلى حالة أنا مسؤول»، مشيداً بكل الإمكانات التي وفرتها أمانة جدة للخروج بأفضل النتائج، من خلال ورشة العمل. ومقدراً جهود مجموعات العمل خلال الاجتماعات التي دامت طوال الأيام الأربعة الماضية. إلى ذلك، خلصت ورشة عمل لجنة درء مخاطر السيول والأمطار عن شرق جدة، إلى أهمية سرعة إزالة الإحداثيات القائمة في مسارات الأودية في الأحياء المخططة والعشوائية شرق المحافظة، واستخدامها ضمن منظومة المناطق الترفيهية، مع التأكيد على استمرار منع البناء في بطون الأودية والشعاب والروافد. وأعلنت اللجنة بعد اختتام أعمالها توصيات عدة، أبرزها إنشاء مخطط عام وشامل لتصريف مياه الأمطار والسيول، ضمن مخطط تطوير المنطقة، على أن يشمل تحديد المجاري الطبيعية للسيول، ومراعاة ذلك في تصميم الطرق وتخطيط الأراضي. ونبه الموصون في ختام توصياتهم إلى ضرورة إعادة ضخ مياه الصرف الصحي المعالج لاستخدامها في الري والمنشآت المائية والتبريد، إضافةً إلى ضرورة إزالة جميع العقبات والمخلفات من مسارات بطون الأودية ومنع تغيير اتجاهها، وربط مجاري الأودية من الناحية الشرقية لطريق الحرمين بقنوات تصريف السيول الشرقية والشمالية والجنوبية القائمة حالياً. بدوره، أشار المدير العام لاشتراطات وأنظمة البناء بأمانة محافظة جدة المهندس عابد الجدعاني إلى أن فريق التخطيط أوصى بأهمية إكمال تنفيذ الطرق السريعة والرئيسة لخدمة المنطقة والتحكم في تنميتها، فضلاً عن دراسة متطلبات النقل العام ومراعاتها في المخططات التفصيلية، وتنفيذ البنية التحتية من مياه وصرف صحي وكهرباء واتصالات. وأكد أن التوصيات شملت أيضاً ضرورة ربط النقل العام في جدة بكامل منطقة شرق طريق الحرمين بعد تحديد مسارات الطرق، إضافةً إلى إعداد مخطط عام لتصريف مياه الأمطار والسيول ضمن مخطط تطوير المنطقة يشمل تحديد المجاري الطبيعية للسيول، وأحواض تجميعها ومراعاتها في تصميم الطرق وتخطيط الأراضي. ولفت إلى أن فريق التخطيط شدد على سرعة تنفيذ الطريق الدائري الجديد مع الطرق الرابطة مع طريق الحرمين الحالي والتقاطعات اللازمة، وتنفيذ طريق رئيس بعرض لا يقل عن 65 متراً بتقاطعات علوية حرة الحركة بين طريقي الحرمين والدائري الجديد. وأفاد أن التوصيات أكدت أهمية تنفيذ شبكات الطرق الرئيسة المعتمدة وفق مخططات الأمانة بين طريقي الحرمين والدائري الجديد مع ربطها بالمحاور العرضية ( طرق تجميعية )، والمحافظة على المحاور العرضية الرئيسة شرق الخط الدائري الجديد، لخدمة التنمية الخاصة، وحماية المنطقة من التعديات والحد من ظهور مناطق عشوائية جديدة. ورأى الموصون أهمية تحديد مواقع معينة للدفاع المدني والهلال الأحمر في مناطق الخطر، إضافةً إلى أربعة مواقع أراض للخزانات السطحية للخزن التشغيلي الإستراتيجي للمياه لمحافظة جدة، والمطلوبة لتخزين حوالي ستة ملايين متر مكعب من المياه بمساحة 600 ألف متر مربع لكل موقع.