اجتمع قادة دول شرق أفريقيا في العاصمة الإثيوبية اليوم (السبت) في محاولة أخيرة لإقناع الأطراف المتنازعة في جنوب السودان للتوقيع على اتفاق سلام، مكثفين الضغط لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ عشرين شهراً قبل تحديد مهلة نهائية الإثنين المقبل. وانزلقت الدولة الأحدث في العالم إلى الفوضى في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2013، عندما تطور خلاف سياسي بين الرئيس سيلفا كير ونائبه رياك مشار إلى نزاع مسلح أعاد إلى الواجهة الانقسامات العرقية. واخفقت العديد من جولات المفاوضات في إنهاء الأعمال العدائية التي أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ونزوح أكثر من مليونين آخرين مع استمرار الطرفين في حرب استنزاف على رغم التوصل مراراً إلى اتفاقات لوقف إطلاق النار. وسلمت «الهيئة الحكومة للتنمية في شرق أفريقيا» (ايجاد) التي تتوسط لإنهاء النزاع الطرفين في الشهر الماضي مسودة اتفاق تسوية بشأن تقاسم السلطة وغيرها من المواضيع الخلافية، واقترحت فترة انتقالية مدتها ثلاثة سنوات، وحددت تاريخ 17 آب (أغسطس) الجاري موعداً لإنهاء المحادثات المطولة. ويتوقع أن ينضم إلى قادة دول شرق أفريقيا الستة ممثلون عن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا والصين والنرويج في أديس أبابا في مراسم التوقيع. غير أن انقساماً في صفوف المتمردين والخلافات الحادة بشأن تركيبة تقاسم السلطة التي اقترحتها «إيجاد» تهدد بتقويض فرص التوصل إلى اتفاق في حلول نهاية المهلة المحددة. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي إنه «بدلاً من إلزام أنفسنا بتواريخ ومحاولة فرض اتفاق غير مقبول بعد ومصادق عليه من الأطراف المعنية، وفي ظل هذا أنصح بإعطاء الأطراف الفرصة للاستمرار في التفاوض في حال لم يوافقوا على التوقيع». وتلقت المحادثات انتكاسة إضافية هذا الأسبوع بعد أن انشق أحد جنرالات المتمردين على قيادة مشار ورفض أي اتفاق سلام محتمل يبرمه طرفي النزاع. وفي أواخر حزيران (يونيو) الماضي، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن طرفي النزاع في جنوب السودان سيواجهان المزيد من الضغوط الدولية إذا لم يتوصلا إلى اتفاق في حلول نهاية مهلة «إيجاد».