أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن «كل المحافظات في طريقها إلى التحرر من الميليشيات الانقلابية، وإنهاء معاناة الوطن والمواطن وإيقاف سفك الدماء الذي تقوم به الميليشيات والانتصار لإرادة الشعب». جاء ذلك خلال ترؤسه الليلة الماضية اجتماعاً استثنائياً للهيئة الاستشارية للرئيس اليمني في الرياض، بحضور نائب الرئيس رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، وعدد من الوزراء. وقال هادي: «إنه لا مناص من القضاء على ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وبناء اليمن الجديد القائم على الحرية والمساواة وسيادة القانون». وأكد ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن، خصوصاً القرار 2216، وأن أي حلول سياسية يجب أن تؤدي إلى التطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية، داعياً جميع أبناء اليمن إلى التكاتف والالتفاف حول الشرعية الدستورية ورص الصفوف والالتحاق بالمقاومة الشعبية للتسريع باستعادة الشرعية وبسط سلطة الدولة على أرجاء الوطن كافة. من جهة أخرى، انضم عدد من ضباط وصف وجنود الشرطة العسكرية مع عتادهم للمقاومة الشعبية وانشقاقهم عن الميليشيا الانقلابية، بمحافظة تعز في جنوب غربي اليمن، وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن أفراد الشرطة انضموا للمقاومة وسلموا لقيادتها طاقمين عسكريين مسلحين. إلى ذلك، وجه بيان صادر عن منتسبي جهاز الأمن السياسي أمس في صنعاء، انتقادات لاذعة للمتمردين الحوثيين بعد أشهر من أعمال العنف والسلب في البلاد، وقال البيان إنه «في الوقت الذي تعاني فيه بلادنا من المحن والحروب والفتن يستوجب ذلك منا لم الشمل وتوحيد الصف، وبذل الجهود لحماية ما تبقى من مكتسبات البلاد، جراء الحروب التي اجتاحت معظم محافظات البلاد، فإن هذه الجماعة المتهورة المفتقدة لأبسط معاني القيم الإدارية والأخلاقية لاتزال تقوم بالسطو على الوظيفة الوطنية التي يؤديها الجهاز المركزي للأمن السياسي على مدى عشرات الأعوام، وحقق فيها إسهاماً جباراً في الحفاظ على مكتسبات الشعب وحماية المواطنين وتعزيز المنظومة الأمنية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة». وأضاف البيان: «جماعة الحوثي اختارت أن تهلك الحرث والنسل، ونحن اليوم سنعمل على التصعيد لحماية مؤسستنا ومنتسبيها عبر احتجاجات سلمية تعبر عن رفض هذا السلوك الهمجي، غير مستبعدين اللجؤ إلى وسائل مشروعة أكثر فاعلية نتشارك فيها مع كل من تعرض للظلم والقمع في مؤسسات الدولة لمواجهة ذلك». .. ودعم واسع من «التحالف» ل«المقاومة الشعبية» ميدانياً، شهد عدد من المحافظاتالجنوبية في اليومين الماضيين عمليات تطهير واسعة من عناصر الحوثي وأتباع علي عبدالله صالح شملت لحج وأبين وشبوة، وكذلك المحافظات الوسطى والشمالية، تعز وإب وذمار، بقيادة المقاومة الشعبية اليمنية الخاضعة لشرعية الرئيس هادي والمدعومة من قوات التحالف العربي، وأسفر عنها سيطرة المقاومة الشعبية على مواقع مهمة، كانت جماعة الحوثي وقوات صالح سيطروا عليها. وقالت مصادر من المقاومة الشعبية في تعز ل«الحياة» أمس، إنها تلقت دعماً عسكرياً كبيراً وصل إليها من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وأكدت انضمام مجموعة مسلحة من القوات العسكرية إلى صفوفها. من جهته، قال قائد المقاومة الشعبية في تعز حمود المخلافي في شريط مصور بث أمس، إن «معنويات رجال المقاومة مرتفعة، خصوصاً بعد الدعم الذي حصلت عليه المقاومة من عدة جهات داعمة للشرعية اليمنية» مضيفاً أن «تحرير تعز والمناطق الوسطى سيكون خلال أيام». وأسهمت قوات التحالف أمس، في تسهيل عودة الحياة إلى محافظة عدن التي شهدت الشهر الماضي عملية تطهير واسعة أدت إلى عودتها إلى أحضان الشرعية، كما شهدت المحافظة استقبال مئات الأسر النازحة القادمة من محافظة حضرموت التي احتضنت آلاف الأسر النازحة، إبان الحرب التي شنت على عدن منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وقال مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة عدن ل«الحياة» أمس، إن «عملية تطبيع الحياة جارية على قدم وساق، إذ بدأت منذ يومين عودة الكهرباء إلى كثير من الأحياء بالمحافظة وعودة الماء وتوفير المشتقات النفطية وخدمة الاتصالات»، مشيراً إلى أن «عمليات الإغاثة التي وصلت بدعم من التحالف العربي غطت كثيراً من المناطق في عدن وأسهمت كثيراً في تخفيف معاناة الكثير من الأسر المتضررة.