استخدم عناصر المعارضة «سلاح المياه» مهددين بقطعها عن دمشق خلال المفاوضات الجارية لإنجاز هدنة دائمة في مدينة الزبداني شمال غربي العاصمة وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام السوري في ريف إدلب، بالتزامن مع تقدم «الجيش الحر» في درعا، في وقت نفذ سجناء سجن حماة احتجاجاً استخدمت القوات النظامية العنف لإنهائه. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه معارضين سوريين في موسكو، إنه «لم يعد مقبولاً ترك الوضع الحالي يتفاقم». (للمزيد) وأُعلن أمس عن تمديد إلى غد الأحد، الهدنة بين مقاتلي المعارضة من جهة والجيش النظامي و «حزب الله» من جهة ثانية الأربعاء في بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان وقريتي كفريا والفوعة في الشمال الغربي. وذكرت مصادر شاركت في المفاوضات، التي أبرمت برعاية تركية- إيرانية، أنها تركزت للاتفاق على انسحاب عناصر المعارضة من الزبداني وإجلاء المدنيين من القريتين الشيعيتين. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار مستمراً، فيما تستمر المفاوضات بين الجانبين حول بندين أساسيين ينصان على تأمين حافلات تقل عناصر حركة أحرار الشام الإسلامية إلى مناطق خارج الزبداني وإدخال مساعدات إنسانية وغذائية إلى كفريا والفوعة». وأعلن «مجلس مجاهدي وادي بردى» قرب الزبداني أن دمشق «لن تنعم بالماء حتى تقف الحملة المجوسية المجرمة الغاشمة الظالمة على إخواننا في الزبداني». وأوضح «المرصد» أن سجن حماة «يشهد عصياناً من السجناء والمعتقلين الذين أُودعوا السجون من دون محاكمة وسط قيامهم بالهتاف وشتم قوات النظام»، فيما وردت أنباء عن سماع أصوات إطلاق نار في محيط السجن، «إضافة إلى اقتحام قوات السجن واقتياد عدد من السجناء إلى جهة مجهولة، حيث تحاول القوات الحكومية إنهاء العصيان عبر إلقاء قنابل مسيلة للدموع ما أسفر عن عشرات حالات الإغماء بين السجناء والمعتقلين». في الجنوب السوري، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن «ثوار معركة عاصفة الجنوب سيطروا على حواجز ونقاط عسكرية خلال مواجهات مع قوات النظام في ريف درعا، بينها تحرير الكازية وتل الزعتر وحاجزَي القطاوي والسرو التي تفصل مدينة درعا واليادودة». وتأتي أهمية هذه النقاط من أنها تعد خط الدفاع الأول ومفتاح مدينة درعا من جهة بلدة اليادودة. واتهمت «منظمة أطباء بلا حدود» النظام أمس ب «قصف ممنهج» لمستشفيات في مناطق تسيطر عليها المعارضة، موضحة أن «الضربات التي توجهها طائرات حربية سورية الى المستشفيات قتلت 11 شخصاً بينهم ثلاثة من العاملين بالقطاع الطبي في محافظة إدلب». سياسياً، قال لافروف خلال لقائه وفد لجنة المتابعة المنبثقة من اجتماع «القاهرة 2» برئاسة هيثم مناع، إنه بات من الضروري تكثيف الجهود الدولية بقدر كبير لدفع التسوية السياسية على أساس بيان جنيف ومبادرات المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، مشيراً الى ضرورة توحيد أطياف المعارضة على أساس «قاعدة بناءة مبنية على الحرص على مستقبل سورية بالحفاظ على وحدة أراضيها». وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة في مؤتمر صحافي، إن النقاش مع الروس تطرق «بشكل تفصيلي لسيناريوهات الحل وآليات الخروج من الوضع الفوضوي إلى الاستقرار» ووجدنا تفهماً لدى الجانب الروسي لرؤية الائتلاف فيما يتعلق بالحل السياسي». الذي «يجب أن يكون ضمن إطار مبادئ جنيف، وهيئة الحكم الانتقالي بكامل الصلاحيات التنفيذية يجب أن لا تشمل بشار الأسد ويجب أن يراعي وحدة سورية أرضاً وشعباً ويحمي مؤسسات الدولة من الانهيار». وأوضح مناع ل «الحياة» أن الجانب الروسي اعتبر توحيد الجهود ضد الإرهاب «المهمة المركزية» حالياً، لافتاً إلى أن وفد لجنة المتابعة شدد على «ضرورة البحث عن مسار معتدل يجمع بين وجهتي النظر التي تقدم الحرب على الإرهاب على المسار السياسي والأخرى التي تعتبر الانتقال الى المرحلة الانتقالية شرطاً لتعزيز جهود مواجهة الإرهاب». وزاد أن الروس أبدوا اهتماماً ب «خريطة الطريق» التي انبثقت من اجتماع القاهرة.