دخلت الولاياتالمتحدة على خط السجال السياسي في العراق، داعية إلى احترام قرار هيئة التمييز القاضي بالسماح للمستبعدين من الانتخابات بالمشاركة في هذا الاستحقاق، وتأجيل النظر في ملفاتهم إلى ما بعد صدور النتائج. وفيما اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل ب «تجاوز مهماته الديبلوماسية» والتدخل في شؤون العراق الداخلية، حذر نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي يزور واشنطن من أن دولاً، بينها أميركا، قد لا تعترف بنتائج الانتخابات إذا اعتبرها العراقيون غير شرعية. أمنياً، استهدف مسلحون أمس تجمعاً لزوار شيعة يحيون أربعينية الإمام الحسين في كربلاء بقذية هاون أوقعت أكثر من 14 قتيلاً و151 جريحاً. وكانت هيئة تمييز مكونة من 7 قضاة شكلها البرلمان العراقي أصدرت قراراً سمحت بموجبه ل 500 مرشح استبعدوا من الانتخابات بناء على قرارات أصدرتها هيئة «المساءلة والعدالة» بالمشاركة فيها. وفي موقف لافت انتقد المالكي ما اعتبره «تجاوزاً من هيل لمهمته الديبلوماسية». وقال في بيان أعقب اجتماعاً لكتلة «ائتلاف دولة القانون» التي يتزعمها: «نرفض تدخل السفير الأميركي في قضية الانتخابات البرلمانية العراقية والحكومة لن تسمح له بتجاوز مهمته الديبلوماسية». لكن هيل نفى أن تكون بلاده تدخلت في عمل القضاء العراقي لإصدار قرار هيئة التمييز القضائية وقال إن القرار «عراقي محض»، مشيراً الى أن «الولاياتالمتحدة تدعم وتحترم الدستور العراقي وما تضمنه من بنود تتعلق باجتثاث عناصر حزب البعث». وكانت الولاياتالمتحدة رحبت الخميس بقرار هيئة التمييز. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي: «نعتقد بأن هذه الخطوة مفيدة جداً». وأضاف أنه « قرار مهم». وزاد، رداً على سؤال عما اذا كانت واشنطن قلقة من ان تحاول الحكومة العراقية إلغاء القرار: «نعتقد بأنه خطوة مهمة جداً بالنسبة إلى الانتخابات». وطالب ب «ضمان بقاء هذه العملية مفتوحة». وتابع: «نحن ندعم وجود اكبر عدد ممكن من المرشحين الذين يأتون من كل الأطياف، حتى تسفر النتيجة النهائية عن حكومة يمكن ان تحكم البلاد بفعالية وان تحصل على دعم الشعب العراقي». إلى ذلك، طالب الهاشمي الحكومة باحترام قرار القضاء، محذراً من اندلاع أعمال عنف إذا تم إلغاؤه. وأضاف من واشنطن إن»الشعور بالمرارة قد يتحول الى غضب. ولا أعرف عواقب ذلك لكنها قد تكون خطيرة فعلاً». وأكد أن «دولاً أجنبية، بينها الولاياتالمتحدة، قد لا تعترف بنتيجة الانتخابات»، مضيفاً انه ناقش هذا الأمر مع الرئيس باراك اوباما ونائبه جو بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون هذا الأسبوع. في بغداد تجري الكتلتان الشيعيتان الرئيستان «الائتلاف الوطني العراقي» و «ائتلاف دولة القانون»، محادثات مع الأكراد والسنة لنزع شرعية هيئة التمييز وإلغاء قرارها خلال جلسة طارئة للبرلمان غداً، يسبقها اجتماع للرئاسات الأربع في العراق (الجمهورية والوزراء والبرلمان والقضاء الأعلى). وانتهت أعمال البرلمان العراقي بانتهاء تمديد عمله شهراً واحداً لكن الدستور يمنح رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان بالإضافة الى 50 عضواً حق الدعوة الى جلسة طارئة في قضايا مصيرية وحساسة. وقال صالح المطلك، وهو أبرز المستبعدين من الانتخابات ل «الحياة» ان اي «انقلاب على هيئة التمييز القضائية يطعن في شرعية الانتخابات محلياً وإقليمياً ودولياً ويشكل سابقة ترتب مضاعفات سلبية»، مشيراً الى ان «قرار القضاء العراقي شكل وقفة في وجه التدخل الخارجي متمثلاً بالإرادة الإيرانية لاستبعاد مناهضي نفوذ طهران». على صعيد آخر، أنهى مئات آلالاف من الزوار الشيعة مراسم زيارة لمرقد الإمام الحسين في كربلاء. وقالت الشرطة العراقية ومصادر طبية، امس ان 14 قتيلا و151 جريحاً سقطوا جراء انفجار قذيفة هاون وسط جموع الزوار عند قنطرة السلام على المدخل الشرقي لكربلاء. وقال محافظ المدينة آمال الدين الهر ان القذيفة سقطت على بعد ثلاثة كيلومترات شرق كربلاء، واتهم تنظيم «القاعدة» وانصار حزب البعث بارتكاب هذا الاعتداء. وكان انفجار انتحاري أوقع أكثر من 23 قتيلاً الأربعاء بين الزوار.