موسكو، باريس، كانبيرا – أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت الصين ان الحديث عن تشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، «يعقّد الوضع»، فيما اشارت روسيا الى «تزايد التفاهم المشترك» مع الغرب حول هذه المسألة، وسط تأكيد فرنسا انها ستطلب تبني «قرار جديد» ضد طهران يتضمن «عقوبات مشددة». وقال قسطنطين كوساتشيوف وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما وأحد حلفاء الكرملين: «في ما يتعلق بحديث اكثر قسوة مع ايران، وتطبيق بعض العقوبات الاضافية ذات الطبيعة الاقتصادية، تزايد بوضوح التفاهم المشترك بين روسيا وشركائها في الساحة الدولية، في ما يتعلق بهذه القضية». وأعرب كوساتشيوف عن قلقه إزاء احدث تجربة صاروخية أجرتها إيران الاربعاء الماضي، وتحديها المطالب الدولية بوقف تخصيب اليورانيوم. وقال: «بدأ الوضع يزعجنا اكثر فأكثر». وعلّق كوساتشيوف على اعلان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد استعداد بلاده لقبول اتفاق تخصيب اليورانيوم في الخارج، معتبراً ان «المشكلة تكمن في ان ايران تغيّر الشروط في استمرار». وقال ان من الواضح ان إيران تريد الاحتفاظ بحقها في التخصيب، لكن «لأي أهداف، لا نعلم للاسف. هذا تحديداً ما يثير قلق روسياوالولاياتالمتحدة والدول الأوروبية». في باريس، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي ان «الحديث عن عقوبات في هذه المرحلة، سيعقّد الوضع وقد يقف في طريق إيجاد تسوية ديبلوماسية»، مضيفاً ان «الظروف لا تزال تتطور، ونعتقد ان من المهم جداً تركيز جهودنا على التفاعل الديبلوماسي، ويجب من خلال الحوار والتشاور استغلال أي فرصة من اجل التوصل الى تسوية مناسبة ومقبولة من الجميع لهذه القضية، وهي كيفية تخصيب اليورانيوم لدرجة معينة». وتابع في خطاب ألقاه أمام المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: «اعتقد ان الايرانيين لم يغلقوا الباب كلياً امام عروض» تبادل الوقود النووي. وذكّر بأن «لكل الدول الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما في ذلك إيران إذا امتثلت لقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وجاء موقف الوزير الصيني بعد تأكيد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون ان «النظام الايراني لم يقبل عروضنا للحوار، وعلى العكس من ذلك واصل هروبه الى الامام. لذلك حان الوقت للتحرك». وقال خلال العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا: «سنسعى في الاممالمتحدة الى تبني قرار جديد يتضمن عقوبات مشددة، كما يجب ان يتحمّل الاتحاد الاوروبي ايضاً مسؤولياته». واعتبر ان «الوقت ليس متأخراًَ كي نمنع بالطرق السياسية ايران من امتلاك قدرة نووية عسكرية، لكن الوقت يدهمنا». في الوقت ذاته، رجّح وزير الدفاع الاميركي بيل غيتس فرض «عقوبات قاسية» على ايران «في مجلس الامن، والولاياتالمتحدة والدول التي تفكر بالطريقة ذاتها». وكان بيل بورتون نائب الناطق باسم البيت الابيض اعتبر ان اطلاق ايران صاروخاً يشكل «عملاً استفزازياً بالطبع، لكن الرئيس (باراك أوباما) يعتقد بأن الوقت لم يفت بعد كي تفعل إيران الصواب وهو أن تجلس الى الطاولة مع المجتمع الدولي كي تنفذ التزاماتها الدولية». الى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد ان بلاده ضبطت ثلاث شحنات من الصادرات إلى إيران، بناء على القانون الوطني لمكافحة الانتشار النووي. وأوردت صحيفة «ذي استراليان» ان إحداها تحمل مضخات قد تُستعمل لتبريد المحطات النووية. في هذه الأثناء، حذر رافاييل تروتمان وهو زعيم للمعارضة في غويانا، الحكومة من مساعدة إيران في تخصيب اليورانيوم والاضرار بالعلاقات مع الولاياتالمتحدة، بسبب اتفاق تقوم طهران بموجبه بوضع خريطة لموارد التعدين الموجودة في الدولة الأميركية الجنوبية. في غضون ذلك، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إيران الى «الافراج من طرف واحد» عن ثلاثة اميركيين تعتقلهم، اضافة الى مواطنين اميركيين آخرين. وقالت: «لا توجد اي مفاوضات بين الولاياتالمتحدةوايران». وكان نجاد اعلن ان «محادثات تجري» بين طهران وواشنطن حول امكان تبادل الاميركيين الثلاثة بإيرانيين مُحتجزين في الولاياتالمتحدة.