استؤنفت في مدينة جنيف السويسرية امس، جلسات الحوار بين اطراف النزاع الليبية، بحضور ممثلي المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) الذي قرر الالتحاق بالجلسات بعد حصوله على ضمانات بمناقشة تحفظاته عن مسودة الحل التي قدمها المبعوث الدولي الى ليبيا برناردينو ليون في جلسة حوار سابقة في المغرب. وغادر فريق الحوار الممثل للمؤتمر الوطني طرابلس امس، متوجهاً إلى جنيف، بعد تلقيه رسالة من ليون أبدى فيها ترحيبه بالتحاق المؤتمر بجلسات الحوار، والاتفاق على آلية لمناقشة تحفظاته عن المسودة الأخيرة. وكان ليون دعا في بيان الاسبوع الماضي «الاطراف الرئيسية الى مضاعفة جهودها والاستمرار في العمل سوية، لتضييق فجوة الخلافات القائمة والتوصل إلى أرضية مشتركة يمكن أن تشكل الأساس لتسوية سلمية للنزاع السياسي والعسكري في ليبيا». وفي 11 تموز (يوليو) الماضي، وقعت اطراف ليبية بينها مجلس النواب في طبرق المعترف به دولياً، بالأحرف الاولى في منتجع الصخيرات في المغرب، اتفاق «سلام ومصالحة» يفتح الطريق امام تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن ممثلي المؤتمر الوطني العام تغيبوا. على صعيد آخر، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد أمس، أن الجيش استدعى أمس، الملحق العسكري الليبي في الخرطوم احتجاجاً على إيواء الحكومة الليبية المعترف بها دولياً برئاسة عبدالله الثني، متمردي «حركة تحرير السودان» المتمردة في دارفور بزعامة مني أركو مناوي وتقديم الدعم والمساندة لها. وقال إن «الحكومة الليبية في طبرق تدعم حركة مناوي المشارِكة في القتال إلى جانب قوات اللواء خليفة حفتر». واعتُبِر ذلك «مهدداً للأمن القومي السوداني في مناطق دارفور في شكل خاص وللأمن القومي والإقليمي على الحدود السودانية الليبية مما يحفز الحركات المتمردة على زعزعة أمن المواطنين من خلال عمليات التجنيد القسري وأعمال السلب والنهب التي تقوم بها». وأضاف الصوارمي أن حركة مناوي هي حركة متمردة مسلحة تقوم بأعمال عدائية داخل السودان الشيء الذي حدا بالقوات المسلحة إبلاغ الملحق العسكري احتجاجها ورفضها التام لهذا السلوك من حكومة طبرق والذي يُعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي السوداني من خلال إيواء الحركات المتمردة وتقديم الدعم لها». وكانت الخارجية السودانية، استدعت خلال أيلول (سبتمبر) الماضي، القائم بالأعمال في سفارة ليبيا في الخرطوم مرتين خلال أسبوعين وأبلغته احتجاجها على تصريحات أحد قادة الجيش الليبي الذي اتهم فيها السودان بدعم متطرفين في ليبيا. من جهة أخرى، أسفرت اشتباكات دائرة في مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبي منذ أيام، عن مقتل حوالى 15 شخصاً وجرح 70 آخرين معظمهم من المدنيين. وقال الناطق باسم «مجلس الشورى والحكماء» في سبها حسن الرقيق، إن الاشتباكات تدور بين ثوار المدينة ومؤيدي النظام السابق، بغض النظر عن قبائلهم وعائلاتهم. وأوضح الرقيق ان مؤيدي النظام السابق ينفذون مخططاً مطلوباً منهم بالتصعيد.