شرع أربعة أسرى ينتمون الى حركة «الجهاد الاسلامي» في سجن «النقب» في إضراب مفتوح عن الطعام أمس تضامناً مع الأسير محمد علان المضرب عن الطعام لليوم 57 على التوالي، فيما حذرت نقابة الأطباء من خطورة إطعام الأسير علان قسراً. وقالت اذاعة «صوت الأسرى» في غزة إن الأسرى ساجي فرح عطية من قرية كفر نعمة قرب مدينة رام الله، ومراد وليد ملايشة من بلدة جبع قضاء جنين، ومحمد جمال علقم,، وعمر صدام صليبي وهما من بلدة بيت أمر قريب الخليل انضموا فعلياً للإضراب حتى يحقق علان مطالبه. وكان ثلاثة أسرى آخرون أعلنوا أول من أمس الاضراب المفتوح عن الطعام تضامناً مع علان، فيما انضم الأسير محمد الأقرع للاضراب قبل خمسة أيام. من جهتها، أعلنت الهيئة القيادية لأسرى «الجهاد» في السجون الاسرائيلية أمس أنها قررت تعليق خطواتها التصعيدية، وفي مقدمها حل تنظيم الجهاد في السجون، بعد رضوخ مصلحة السجون والاستخبارات الاسرائيلية لمطالب الهيئة بإعادة أسرى الحركة المنقولين تعسفياً من سجن «ريمون» إلى سجن «نفحة». ونسبت مؤسسة مهجة القدس الى الهيئة في رسالة قولها إن أسرى الجهاد المنقولين تعسفياً علقوا إضرابهم، وكذلك عادت كافة الهيئات التنظيمية المحلية لعملها، مشيرة إلى أنه تم فتح قناة حوار بخصوص علان. وكانت مصلحة السجون نقلت تعسفياً 30 أسيراً من أسرى الحركة الجهاد الإسلامي في سجن «ريمون» من بينهم الأمير العام لأسرى الجهاد إلى سجن «نفحة». في الأثناء، قالت مصادر خاصة لإذاعة «صوت الأسرى» إن اتفاقاً توصلت إليه أول من أمس قيادة أسرى حركة «فتح» في سجني «نفحة» و «ريمون» مع مصلحة السجون، تم بموجبه تعليق الإضراب عن الطعام مدة أسبوعين، ويقضي بنقل الأسرى الذين أحرقوا الغرف في «نفحة» قبل اسبوعين إلى بعض السجون الأخرى. تزامناً، التقى وفد من لجنة الدفاع عن المعتقلين الإداريين مدير مكتب الأممالمتحدة في غزة ألكسي ماسلوف، وأطلعوه على آخر تطورات ملف علان. وسلم الوفد لماسلوف مذكرة تستعرض معاناة علان مع الاعتقال الإداري والخطر المحدق بحياته إذا ما تم إخضاعه للتغذية القسرية. وطالب الوفد ماسلوف بمضاعفة جهوده للضغط على سلطات الاحتلال من أجل الاستجابة لمطالب علان. الى ذلك، نظمت لجنة «التوجيه لعرب النقب» تظاهرة أمس أمام مستشفى «برزيلاي» في عسقلان تضامناً مع الأسير علان، وتعبيراً عن رفضهم كأطباء لقانون التغذية القسريّة. وتوجّهت اللجنة، عبر بيان، إلى جمهور الأطباء كافة، وفي النقب بخاصّة، مطالبة إيّاهم بالحضور بالزيّ الرسمي للأطباء، تعبيراً عن دورهم المهم في الضغط على إدارة مستشفى «برزيلاي» ورفض تنفيذ حكم التغذية القسريّة بحق الأسير علان. كما دعا محامون وحقوقيون الى التظاهر اليوم (الاربعاء) أمام مستشفى «برزيلاي» تضامناً مع علان، مُطالبين بإنهاء الاعتقالات الإداريّة ورافضين لحكم التغذية القسريّة بحق الأسرى الفلسطينيين المُضربين عن الطعام. وأعربت نقابة الأطباء، ممثلةً بالنقيب نظام نجيب، عن قلقها من خطورة الوضع الصحي للأسير نتيجة الإضراب عن الطعام لليوم ال 57 على التوالي، ومن خطورة تعرضه للتغذية القسرية. وحذرت نقابة الأطباء مما ستؤول إليه الأمور في حال تم تنفيذ التغذية القسرية، وجددت تأكيدها أن إطعام الأسرى المضربين قسراً هو «قانون إعدام بحق مئات الأسرى» في سجون الاحتلال، «وإمعان في سياسة الاحتلال التصعيد ضد الحركة الأسيرة، وسابقة خطيرة ومنافية للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ولإعلان مالطا لعام 2006»، الذي يمنع إجبار الأسرى على تناول الطعام. كما أكدت النقابة وقوفها «الدائم» إلى جانب الحركة الأسيرة وضد «التهديدات الإسرائيلية المستمرة بحقهم»، بدءاً بالعقوبات اليومية والاعتداءات المتكررة عليهم خلف القضبان، وصولاً إلى التهديد بالتغذية القسرية. وأعربت عن قلقها من أن يصبح «القانون الإسرائيلي» بالتغذية القسرية «واقعاً أليماً وحقيقة، في حال لم يكن هناك موقف فلسطيني قوي وموحد». في سياقٍ متصل، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم، أن الوضع الصحي للأسير رائد محمد بدوان «غير مستقر»، وأنه ما زال يقبع في غرفة العناية المكثفة بمستشفى «شعاري تصيدك» الإسرائيلي منذ نحو أسبوع لتلقي العلاج. يذكر أن بدوان (48 سنة) اتهم بدهس ثلاثة جنود إسرائيليين عند مدخل مستوطنة «شيلو» شمال رام الله عصر الخميس الماضي، وأصيب ب 4 رصاصات أطلقها عليه جنود الاحتلال بعيد وقوع حادثة الدهس. الى ذلك، قررت مصلحة السجون السماح لعائلة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات بزيارته خلال الشهر الجاري، وزيارة أخرى خلال الشهر المقبل، وإلغاء قرار المنع الأمني من زيارته لعائلته بعد شهرين في شكل نهائي وذلك بموجب اتفاق مع فرع «الشعبية» في السجون الاسرائيلية. وبذلك قرر الفرع العدول عن قرار خوض الاضراب عن الطعام في شكل منفرد، والانخراط مع الحركة الوطنية الأسيرة في أي خطوات احتجاجية قادمة. وقال فرع «الشعبية» في السجون في بيان إن النضال لا يزال متواصلاً، بالتنسيق مع الجميع لانتزاع مطالب أخرى، وتحسين شروط الحياة داخل السجون. الى ذلك، نظمت حركة «حماس» واللجنة العليا للمخيمات الصيفية وقفة تضامنية مع علان والأسرى المضربين أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أمس. وقال الناطق باسم «حماس» في خان يونس حماد الرقب خلال الوقفة إن المقاومة ستفعل كل ما في وسعها من أجل كسر قيد الأسرى. في الأثناء، قرر قاضي محكمة «عوفر» العسكرية أول من أمس ارجاء جلسة سماع الشهود للنائب في المجلس التشريعي ونائب رئيس مجلس إدارة «مؤسسة الضمير لحقوق الانسان» عضو المكتب السياسي ل «الشعبية» خالدة جرار بسبب عدم حضور الشهود للجلسة الثالثة على التوالي. كما ورفض قاضٍ عسكري آخر طلب إعادة النظر في إطلاق جرار بكفالة، والذي تقدمت به «الضمير» الأسبوع الماضي، وقرر الإبقاء عليها رهن الاعتقال حتى استكمال الإجراءات أمام المحكمة، حسبما قال مدير الوحدة القانونية في «الضمير» المحامي محمود حسان. وأضاف حسان أن محامي الدفاع اعترض أمام القاضي على عدم احضار النيابة العسكرية الشهود لاستكمال جلسات محاكمة جرار، ما يعني إطالة فترة اعتقالها، وإرهاقها لها وذويها والمساس بحقها في محاكمة عادلة ضمن وقت مناسب.