«الكمنجة السّوداء» رواية للكاتب الفرنسيّ ماكسنس فرمين ترجمها إلى العربية إيف كادوري وحازم عبيدو وصدرت عن مشروع «كلمة» - أبو ظبي. لفت فرمين الأنظار فور صدور روايته الأولى «ثلج» (نقلها إلى العربية المترجم السوريّ عبّود كاسوحة)، وتشكّل «الكمنجة السوداء» مناسبة فذّة لمقاربة أسلوبه السرديّ الذي يعتمد لغة الحكاية الواقعية تارةً والعجائبيّة تارةً أخرى. يسرد فرمين حياة موسيقيّ في زمن الحرب، ويختار لحظة تاريخيّة حافلة بالتوتّر، هي تلك التي بدأ فيها نابليون بونابارت حملته على إيطاليا. وبين عنف الحرب وآلام المنفى من جهة، ورهافة دواخل البطل وحساسيته الفنيّة من جهة أخرى، يرتسم طباقٌ أو تعارضٌ أليم. وهذا كلّه يفاقمه هيام بالجمال، جمال المرأة وجمال الموسيقى، وشغف بالمطلق، ومحاولة لتطويع المادّة وجعْلها تحاكي البشر. ولد ماكسنس فرمين في ألبيرفيل في فرنسا عام 1968، وأمضى سنوات في تونس. حازت روايته الأولى «ثلج» عقب صدورها في 1999 شهرة واسعة، ونشر بعدها روايات عدّة. ويعود الانتشار الواسع لأعماله إلى لغتها الشعريّة وأجوائها السحريّة المفعمة بروح المغامرة. وهو يفيد فيها من رحلاته المديدة، إذ هو عاشق للأسفار، فنرى في «ثلج» اليابان في أواخر القرن التاسع عشر، وفي «النّحال» (2000) أفريقيا السوداء، وفي «أفيون» (2002) الصّين، وفي الرواية هذه نرى إيطاليا في عهد نابليون بونابرت، أمّا «ضريح النّجوم» (2007) فيسرد فيها فترة الاحتلال النّازيّ بلده فرنسا.