في حين أكدت مصادر مطلعة ل«الحياة» أن القوات الأمنية دهمت عدداً من المواقع في محافظة الخرج وقرية الدلم (جنوبالرياض)، واعتقلت عدداً من المطلوبين أمنياً، علمت «الحياة» أن أحدهم قام والده بالإبلاغ عنه بعد أن اشتبه بتصرفاته المريبة وجلوسه متصفحاً الإنترنت لفترات طويلة. وأوضحت مصادر مقربة من عائلة المعتقل ل«الحياة» أمس، أن والد المتهم أبلغ السلطات الأمنية بعد أن لاحظ قضاء ابنه ساعات طويلة على الإنترنت، إضافة إلى استضافته مراراً لبعض الشباب الغرباء في منزله، وهو الأمر الذي أدى إلى شكوك حول تصرفاته. وأشار المصدر إلى أن المتهم (21 عاماً) يدرس في إحدى الجامعات بالرياض، وأبلغ والده السلطات الأمنية، وتم اعتقال الابن أثناء وجوده في منزله الكائن في حي الزاهر في محافظة الخرج، من دون أية مقاومة تذكر، ولا يزال رهن الاعتقال. وكانت السلطات الأمنية دهمت استراحة (الشديدة) شمال الخرج، إذ كان يتحصّن في داخلها عدد من المشتبه بتورطهم في أنشطة ذات صلة بالإرهاب، لا سيما حادثة التفجير الإرهابي التي استهدفت مسجداً لقوات الطوارئ الخاصة في مدينة أبهاجنوب السعودية أخيراً، فيما ترددت أنباء عن اعتقال عدد من المتهمين السعوديين داخل الاستراحة، بينهم مقيم من جنسية يمنية. وكان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أكد ل«الحياة» في وقت سابق أنه يتم البحث حالياً عن شركاء أو مساندين لمنفذ الهجوم الإرهابي على مسجد قوات الطوارئ الخاصة في أبها. ويعتبر الهجوم الإرهابي الذي تبناه تنظيم «داعش» هو الأعنف من نوعه ضد رجال الأمن منذ ظهور تنظيم «القاعدة» في المملكة، إذ استشهد عدد من رجال الأمن آنذاك خلال مواجهات مسلحة مع عناصر «القاعدة»، إلا أن تنظيم «داعش» استلهم رسالة البغدادي زعيمه الإرهابي الذي دعا في أحد خطاباته على استهداف رجال الأمن في المملكة، في حين أصدر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف توجيهات برفع درجة الاستعدادات لمواجهة أي أمر قد يطرأ. من جهتها، اعتبرت حملة السكينة الحكومية في تحليل لها حول البيان الذي أصدره تنظيم «داعش»، وتبنى من خلاله العملية الإرهابية ضد رجال الأمن، أن شكل وتصميم وأسلوب البيان الذي أطلقته ولاية الحجاز مطابق للبيانات السابقة التي تبنتها ولاية نجد، وبعض البيانات التي تبنها ولايات أخرى، وهذا دليل واضح على أن الولايات إنما هي كُتل «وهمية» تُدار من جهة واحدة. وأشارت إلى أن بيان «داعش» الأخير وأمثاله من البيانات الأخرى يعتمد من خلالها على ذكر الاسم الوهمي لمنفذ العملية بخلاف بيانات القاعدة الرسمية فمعظمها يفتخر بذكر الاسم الصريح لمنفذي العمليات، لكن «داعش» في ما يخص منفذي العمليات في السعودية والخليج يحرصون على استمرار عملية «السلخ» من الهوية ومسح الشخصية حتى بعد هلاك المنفذ. وبينت السكينة أن التنظيم لم يُبرر تنفيذ العملية داخل المسجد بيد أنه في بيانات سابقة حاول التنظيم تبرير تنفيذ العمليات الإجرامية داخل المساجد، وهي جريمة غير مبررة أبداً تحت أي سبب، لكن «داعش» تجاوز مسألة تبرير الاعتداء على المساجد!