حذرت وزارة الحج أخيراً، الشركات والمؤسسات العاملة في قطاع العمرة، من تكليف «مناديب» للبحث داخل الفنادق والعمائر عن المعتمرين المخالفين لنظام الإقامة، وربطت ذلك بالتنسيق والرفع للجهات المعنية للقبض عليهمفي خطوة أرجعتها للحد من استغلال هذا الأمر من بعض ضعاف النفوس في مقاصد شخصية، يترتب عليها الإخلال بالأمن والإساءة للجهات الأمنية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الخطوة تأتي بعد «أن لاحظت الجهات المختصة والرقابية اتجاه بعض الشركات إلى إرسال مناديب، للبحث داخل الفنادق والعمائر عن متخلفين من دون إذن من الجهات الرسمية وهذا مخالف لما نصت عليه التعليمات». وقالت المصادر: «إن هذا التعميم يأتي في إطار التنسيق بين وزارة الحج والقطاعات الأمنية، لتنسيق الجهود المبذولة لمتابعة بعض فئات المعتمرين الذين يقدمون بتأشيرات عمرة ويهدفون إلى التخلف لأغراض أخرى». مشيرة إلى أن أعداد هذه الفئة أخذت في الانحسار بشكل كبير جداً، نتيجة تطبيق ضوابط مشددة وضعتها وزارة الحج في هذا الخصوص بالتنسيق مع القطاعات المعنية، واعتمدت من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأكدت المصادر أن التنظيمات الجديدة أسهمت في انخفاض عدد مخالفي العمرة خلال السنوات الخمس الماضية من حوالي 450 ألفاً عام 1426 إلى حوالي 13000 معتمر عام 1430، وقالت: «إن الوزارة عملت على تطبيق حزمة من الاشتراطات منها، ربط شركات العمرة إلكترونياً مع الوزارة والجهات المعنية، إذ شمل التنظيم الجديد ربط استقبال تأشيرات العمرة وإصدارها مع وزارات الداخلية والخارجية والحج، إضافة إلى ضمان مغادرة المعتمرين من دون تخلفهم عن العودة لبلادهم في المواعيد المحددة. من جانبه، قال رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في جدة سعد القرشي ل «الحياة»: «إن شركات العمرة اكتشفت عدداً من مخالفات «التستر» من قبل بعض المناديب، وهي حالات بسيطة جداً». موضحاً أن الشركات ستأخذ في حقهم الإجراءات المطلوبة، وأضاف: «يتم تحويلهم إلى الجهات المختصة لتطبيق العقوبات الخاصة بقضايا التستر من غرامات ومخالفات، إضافة إلى إيقافهم عن العمل». وحول عمل المناديب، أفاد القرشي: «ينحصر عمل المناديب داخل شركات الحج والعمرة على مرافقة المعتمرين والحجاج، سواء عند إنهاء إجراءاتهم في الفنادق والشقق المفروشة، ومصاحبتهم في الجولات كافة التي يقومون بها، سواء كانت زيارات الأماكن الأثرية في المشاعر المقدسة أو مصاحبتهم للمستشفيات في حال مرض أحدهم، إضافة إلى استخراج شهادات الوفاة في حال وفاة أحد المعتمرين أو الحجاج أثناء تأدية الفريضة». ومضى بالقول: «المندوب هو الشخص المكلف من قبل الشركة بمتابعة المعتمرين ومعرفة تحركاتهم كافة داخل المشاعر المقدسة وأثناء إقامتهم في السعودية». ولفت القرشي إلى حرص شركات العمرة على توظيف السعوديين في وظائف المناديب، ويتابع: «هناك عدد من الاشتراطات لا بد من توافرها في المندوب، إضافة إلى كونه سعودي الجنسية، لابد أن يكون ذا سيرة حسنة، إذ يستبعد من العمل في هذه الوظائف من لهم سوابق وصدر بحقهم أحكام شرعية».