تراجع البليونير الأميركي دونالد ترامب عن تعليقات مهينة وجّهها الى صحافية، محاولاً إنقاذ حملته لانتخابات الرئاسة من انهيار، بعد تعرّضه لانتقادات من مرشحين جمهوريين، وإلغاء دعوة ليشارك في تجمّع سياسي للحزب. ترامب الذي يتصدر المرشحين الجمهوريين الطامحين لخوض انتخابات الرئاسة المرتقبة عام 2016، اعتبر أنه تعرّض لمعاملة «غير منصفة» من ميغن كيلي، وهي مذيعة في شبكة «فوكس نيوز»، خلال إدارتها مناظرة بين 10 مرشحين جمهوريين الخميس الماضي، عندما استفسرت منه عن تعليقات مهينة وجّهها للمرأة. وسألت شبكة «سي أن أن» ترامب عن كيلي، فأجاب أنه «لا يكنّ كثيراً من الاحترام لها»، وزاد: «أمكن رؤية الدم يخرج من عينيها ومن كل مكان»، في اشارة كما بدو الى العادة الشهرية للصحافية. وأثار ذلك انتقادات، اذ سحب أنصار للحزب الجمهوري دعوة كانوا وجّهوها الى ترامب للمشاركة في تجمّع سياسي مهم للحزب في اتلانتا، دُعِي سبعة مرشحين جمهوريين على الاقل للتحدث خلاله، بينهم ترامب وجيب بوش. وكتب إريك إريكسون، رئيس تحرير موقع «ريد ستيت» القريب من الجمهوريين الذي نظم التجمّع: «مع انني اقدر شخصياً دونالد ترامب، فإن ملاحظته في شأن ميغن كيلي تجاوزت كل حدود». كارلي فيورينا، المرأة الوحيدة بين مرشحي الجمهوريين، كتبت على موقع «تويتر»: «سيد ترامب ما قلته لا يمكن التسامح معه، وأدعم ميغن كيلي». كما كتب حاكم ولاية ويسكونسن، المرشح الجمهوري سكوت ووكر، على «تويتر»: «اتفق مع كارلي فيورينا وتعليقات ترامب لا يمكن الصفح عنها. ندعم ميغن كيلي». وشدد المرشح الجمهوري مايك هاكابي على ان «الحزب لا يخوض أي حرب ضد النساء»، وزاد: «الحزب الجمهوري لا يقول شيئاً عن ميغن كيلي، إنه شخص واحد يفعل ذلك». وحاول ترامب استدراك الأمر، اذ أصدر بياناً أفاد بأنه قصد بعبارة «خرج الدم من كل مكان»، ان الدم ينبثق من «أنف» كيلي. وأضاف: «وحده رجل منحرف يفكر بغير ذلك». وكتب المرشح على «تويتر»: «هناك عدد ضخم من الاغبياء الحريصين على الصائب سياسياً في بلدنا. علينا بدء العمل والكفّ عن إضاعة الوقت والطاقة في مسائل سخيفة». ووصف ترامب إريكسون ب «الفاشل». وكانت المناظرة بين المرشحين الجمهوريين سجّلت نسبة مشاهدة تاريخية بلغت 24 مليون مشاهد، وهيمن عليها ترامب. وكتب الأخير على «تويتر»: «فوكس نيوز عليكم ان تخجلوا من أنفسكم. حققت لكم أضخم نسبة مشاهدة في تاريخكم، ولا تتحدثون عني إلا بالسوء». الى ذلك، أعلنت الحملة الانتخابية لترامب انه أقال أبرز مستشاريه روجر ستون. وقال ناطق باسم الحملة ان «روجر يريد استغلال الحملة ليقوم بدعاية لنفسه، وترامب يريد مواصلة التركيز على طريقة جعل اميركا عظيمة مجدداً». لكن ستون أورد رواية أخرى لسبب رحيله، وهو الثاني خلال الاسبوع الماضي، اذ قال: «ترامب لم يُقِلني، بل أنا من أقاله. أكنّ احتراماً كبيراً له، لأن لديه رسالة اساسية بمهاجمته النظام وإصلاح النظام السيء للهجرة، كما يهاجم الصين والمكسيك ويريد اعادة صوغ الاتفاقات التجارية، من أجل إعادة الوظائف الى البلاد. لكنني لست متفقاً مع الحرب التي يخوضها مع ميغن كيلي، وتبعدنا عن قضايا أساسية».