قتل 12 شخصاً، بينهم خمسة عسكريين، في عملية احتجاز الرهائن في فندق بيبلوس بمدينة سيفاري في وسط مالي، وفق ما أعلنه مسؤولون في الجيش المالي أمس، موضحين أن بين القتلى «خمسة من القوات المالية وخمسة إرهابيين» وأجنبيَين يجري التأكد من هويتيهما وجنسيتيهما. وأفادت بعثة الأممالمتحدة في مالي بوجود عنصر يعمل لديها بين القتلى. وكان المهاجمون الذين لم تحدد هويتهم رسمياً، اقتحموا أول من أمس الفندق الذي عادة ما يرتاده أجانب، ووفق مصادر عسكرية مالية، كان هناك خمسة أجانب على الأقل في الفندق قبل الهجوم هم ثلاثة جنوب أفريقيين وفرنسي وأوكراني، تمكّن من الفرار. وتحدّث مصدر ديبلوماسي روسي في مالي عن وجود موظف في شركة خطوط جوية روسية (يوت-اير) في الفندق أيضاً. وتمكنت القوات المالية من طرد المسلحين بعد تحرير عدد من الرهائن. وصرّح مصدر مأذون أن «العمليات انتهت وتم تطهير الفندق» وتخليصه من المهاجمين. وأضاف أن القوات الخاصة المالية (درك من وحدة متخصصة بتحرير الرهائن وعمليات مكافحة الإرهاب) قامت بهذه المهمة وتدخلت قوات خاصة «أجنبية» أيضاً، من دون أن يضيف تفاصيل. وسيفاري التي تبعد نحو 12 كيلومتراً من موبتي كبرى مدن المنطقة، مدينة استراتيجية تضم مطاراً مهماً تستخدمه القوات المالية والقوات الفرنسية في عملية برخان في منطقة الساحل وكذلك بعثة الأممالمتحدة، التي دانت في بيان «الهجوم الإرهابي» الذي أدّى إلى «مقتل أحد أفراد الطاقم الدولي العامل في البعثة»، من دون أن تكشف هويته أو جنسيته. وأفادت البعثة بأن المجموعة المسلحة استهدفت أولاً «موقعاً عسكرياً مالياً» في سيفاري، وتمكنت قوات الأمن المالية من صدّها «فتحصنت بعد ذلك» في فندق بيبلوس. وذكر مصدر عسكري روسي أن القوات المالية تلقت طوال عمليتها «معلومات مفيدة» من روسي «كان مختبئاً في المبنى». وذكر سكان في سيفاري أن الهجوم أدّى إلى إخلاء الشوارع وتوقّف النشاطات العادية. وقد تلقى السكان توجيهات بعدم مغادرة منازلهم. وصرّح الناطق باسم الحكومة المالية شوغيل كوكالا مايغا بأن «العملية تندرج في إطار استراتيجية الإرهابيين التي تكافحها مالي والأسرة الدولية». وتقع موبتي على تخوم الشمال المالي الشاسع حيث خطف عدد كبير من الغربيين. وسيطرت جماعات إسلامية متطرّفة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» على هذه المنطقة في عام 2012 قبل أن يُطردوا منها في عملية بقيادة فرنسية بدأت في كانون الثاني (يناير) 2013. والهجوم على سيفاري هو الثالث من نوعه خلال أقل من أسبوع في مالي، بعد هجومين أوقعا 13 قتيلاً في صفوف العسكريين. الى ذلك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بالهجوم على فندق بيبلوس وكرر دعم المنظمة الدولية لعملية السلام في مالي. وأورد بيان المنظمة الدولية أن الهجوم «تسبب (خصوصاً) بمقتل موظف متعاقد واحد على الأقل مع الأممالمتحدة»، لكنه «لن يؤثر في عزمنا على مواكبة الشعب المالي في جهوده لتطبيق اتفاق السلام». ودعا بان في البيان «الشعب المالي والأطراف الموقعين للاتفاق (الحكومة ومجموعات متمردة) إلى البقاء موحدين في مواصلتهم السعي إلى سلام عادل ودائم».