عادة «الحزام» ملون أو مزود بأحجار كريمة حول خصر المرأة للزينة، ويرفعه المنتصر في رياضة «المصارعة» أمام الملأ مكافأة على فوزه، ويلبسه الجنود ضمن زيهم العسكري في مشوار رحلة عملهم النبيلة، وبين ليلة وضحاها يتم تحريف هذا الحزام ليصبح «ناسفاً» ملتفاً على بطن مُغرر به وخائن لوطنه، وقاتل لإخوته في الدين والجنسية والدم. كان «الجلد» في يوم من الأيام هو مادة «الحزام»، أو المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة، وبقي عقوداً مهمته الكبرى التربع على منصة الموضة والزينة، مستديراً على خصور النساء والرجال، إذ يقال إن الآخرين أول من بدأ باستخدامه في العصور البرونزية، بينما بدأت النساء مشاركتهم في ذلك، بداية العصور الوسطى. وبقي الرجال يتميزون به حتى النصف الثاني من القرن 19، وحتى الحرب العالمية الأولى، إذ كان استخدام الحزام قاصراً على الزينة في الملابس الرسمية، خصوصاً زي الضباط آنذاك، ثم بدأت التغييرات تحيط بالحزام، ودخل في الكثير من المجالات مثل الرياضة، التي يصبح الحزام فيها من نصيب الأقوى والمنتصر دائماً. لكن الحزام أخيراً أصبح مسمى مقترناً بالعمل الإرهابي والفكر المنحرف، والجماعات الضالة عندما استبدلوا الأحجار الكريمة بالقنابل والمتفجرات التي يلفها الإرهابي على بطنه، متسللاً إلى تجمعات الأبرياء لإنهاء حياته، وحياة كل من في ذلك الموقع. ودخل «الحزام الناسف» التاريخ مدججاً بالكور الحديدية والمسامير والشظايا والصواعق، التي يهدف منها إلى زيادة عدد القتلى في الانفجارات، ويحتاج إلى «الحزام الناسف» لأكثر من شخص لتركيبه بطريقة فنية لتضمّن أجزاؤه وسائل عدة منها الحامل أو القاعدة، التي هي عبارة عن جيوب تصنع لحشو المواد المتفجرة، إضافة إلى قنوات التوزيع الكهربائي والوصل بين الأطراف من الحامل الذي تمر من خلاله الأسلاك الكهربائية، ويوجد فيه أيضاً نقطة التجمع أو نقطة الأمان التي يتحكم فيها الانتحاري في تشغيل العبوة قبل الوصول إلى الهدف المراد ضربه، ثم تشغيل الحزام الناسف لتفجيره، وبحسب الاختصاصيين يراوح وزن الحزام الناسف ما بين ربع وثلاث كيلوغرامات، وقوته التدميرية تعتمد على المواد التي يحملها. وتكررت حوادث التفجير بالحزام الناسف أخيراً في السعودية، في مثل تفجيرات القديح والدمام في مسجدين، وقبلهما حدث هجوم إرهابي بالحزام الناسف أعلنت عنه وزارة الداخلية في مركز سويف، التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، إذ تم التعامل مع الموقف ومحاصرة المعتدين ومقتل أحدهم، حين بادر أحد العناصر الإرهابية بتفجير حزام ناسف كان يحمله، وأخيراً أشلاء مُفجر متناثرة في مسجد قوات الطوارئ في أبها صرحت وزارة الداخلية أنها بواسطة أحزمة ناسفة. وهكذا أصبح «الحزام الناسف» منافساً لموضة أحزمة الأزياء في الوجود وتوجيهه إلى فئة الشباب بشكل خاص بتغريرهم وإقناعهم بإزهاق أرواح الأبرياء بواسطته، عوضاً عن التزين بالحزام التقليدي الموشح بالرجولة والإباء.