«هل اليوم الجمعة؟»، بهذا التساؤل بدأ مواطنون أحاديثهم فور انتشار خبر تفجير مسجد لقوات الطوارئ في أبها لارتباط هذا اليوم المقدس عند المسلمين بسلسلة متواصلة من التفجيرات الإرهابية تبناها تنظيم «داعش» وراح ضحيتها مواطنون داخل المساجد، ليس في المملكة فحسب بل تعداه ليصل إلى دولة الكويت، التوقيت بات المفضل عند هذه الجماعات التي حولت الجمعة، عيد المسلمين، إلى يوم لجرائمهم البشعة. تغيير التوقيت لدى التنظيم الإرهابي من يوم الجمعة إلى الخميس يوحي بتغيير تكتيكي لدى هؤلاء المجرمين، في محاولة لتقديم موعد التنفيذ المعتاد من أجل خلق عنصر المفاجأة، ولم يكن المصلون المستهدفون في هذا التفجير مواطنين فحسب بل ورجال أمن كانوا خاشعين بين يدي الله. ومن جديد يؤكد التنظيم أن لا حرمة لأي مقدس على الإطلاق فلا مسجد ولا صلاة ولا مصلين، الشعار الذي بات مفتاح لكل جريمة يتبناها الإرهاب. لم يكن المشهد مشابه للجرائم السابقة التي نفذت في مواطنين عزل، فقد نقلت فضائيات مشاهد من داخل المسجد لرجال الأدلة الجنائية وهم يرفعون أدلة الجريمة ومن حولهم جثث الضحايا لزملاء الواجب، مشهد أقل ما يوصف بالمؤلم، ووسط الدموع والألم والحسرة والغضب هرعوا إلى تأدية الواجب يتنقلون من جثة إلى أخرى ومن أشلاء متطايرة إلى دماء غطت أطراف المسجد الذي كان عامراً بذكر الله ويتحول في لحظة على يد الإرهاب إلى مكان غارق بالدماء ويحتضن الأشلاء بعد أن كان يحتضن السكينة والخشوع. لم تكن هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها التنظيم أجهزة الأمن ومنسوبيها، وكانت وزارة الداخلية أعلنت عبر بيان أصدرته أن خلايا «داعش» خططت لاستهداف منسوبي قوات الطوارئ في الرياض خلال صلاة الجمعة، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل. السيناريو، الذي نفذت فيه هذه الجريمة، لا يختلف في تفاصيله عن العمليات السابقة التي استهدفت مصلين وأبرياء في الدمام والقطيف والأحساءوالكويت، انتقال العمليات من شرق المملكة إلى غربها الجنوبي دليل على فشل الإرهاب في الشرق ليحاول زرع فتنه وخوفه في منطقة أخرى.