أكدت سلطنة عمان دورها كوسيط متكتم، وفي الوقت ذاته فعال جداً، بعدما ساعدت في إطلاق الرهينة الفرنسية إيزابيل بريم التي كانت محتجزة في اليمن منذ شباط (فبراير) الماضي. وفي بيان مقتضب، أعلنت وزارة الخارجية العمانية ان الرهينة وصلت فجر أمس إلى مسقط، ومنها ستعود الى بلادها. وقال الناطق باسم الخارجية العمانية في بيان إن «الجهات المعنية في السلطنة، بالتنسيق مع بعض الأطراف اليمنية، تمكنت من العثور على المذكورة (الرهينة الفرنسية) في اليمن ونقلها إلى السلطنة فجر اليوم (أمس) تمهيداً لعودتها إلى بلادها». وأضاف ان عمليات البحث جرت بناء على توجيهات السلطان قابوس «لتلبية طلب الحكومة الفرنسية المساعدة في معرفة مصيرها». وبعد إعلان اطلاق بريم (30 سنة) ليل الخميس - الجمعة، اعرب الرئيس فرنسوا هولاند عن «امتنانه لجميع الذين عملوا من اجل الإفراج عن بريم، خصوصاً السلطان قابوس بن سعيد سلطان». وفي اواخر العام 2011، لعبت سلطنة عمان الدور ذاته اذ شكلت محطة عبور لثلاثة فرنسيين عاملين في مجال حقوق الإنسان بعد اطلاقهم في شكل متعاقب من اليمن. وفي بداية حزيران (يونيو) الماضي ساعدت السلطنة في ترحيل صحافي اميركي احتجزه الحوثيون اسبوعين في اليمن. وعمان هي الوحيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست التي لا تشارك في التحالف العسكري ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن منذ آذار (مارس) الماضي. وتحافظ على علاقات جيدة مع السعودية وإيران في آن. وتقول مصادر ديبلوماسية، إن «محادثات غير رسمية وسرية» عقدت بين الأميركيين والحوثيين للتوصل الى حل للنزاع الدائر في اليمن. وبفضل موقفها هذا، تحافظ مسقط على اتصالات مع كل أطراف النزاع. ويقول مسؤول في الأجهزة الأمنية اليمنية إن «العمانيين يحافظون على اتصالات مع الحوثيين وحلفائهم، الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ما سهل جهودهم للوساطة». ويحافظ العمانيون على علاقات مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الموجود في السعودية. ويضيف المسؤول «انها سياسة العمانيين المعتادة، فخلال الحرب الأهلية اليمنية عام 1994، استضافت مسقط قادة جنوبيين حاولوا الانفصال عن الشمال مع حفاظها في الوقت ذاته على علاقات جيدة مع سلطات الشمال المتمثلة وقتها بالرئيس السابق صالح». وتظهر تلك السياسة جيداً في سورية، اذ ان مسقط لم تقطع علاقتها بنظام الرئيس بشار الأسد، عكس الدول الخليجية الأخرى. ولا تشارك في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد «داعش». واستقبلت مسقط الخميس وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اول زيارة له إلى دولة خليجية منذ حوالى أربع سنوات. وبفضل علاقاتها الجيدة مع إيران التي تتقاسم معها مضيق هرمز الإستراتيجي، استضافت السلطنة لقاءات سرية بين الولاياتالمتحدة والجمهورية الإسلامية فتحت الطريق امام المفاوضات العلنية بين طهران والدول الكبرى، وأفضت الى الاتفاق النووي في فيينا.