الحالة النفسية التي يعانيها أطفال سورية، ومشاهد الدمار التي تعج بها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، شكلت نواة لتأسيس مركز ثقافي ترفيهي مجاني يعتمد على الرسم بشكل أساس، ويستهدف الأطفال في مدينة عامودا الكردية في القامشلي، شمال شرق سورية. ويستمر المركز الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، في تقديم نشاطاته للأطفال من كل المحافظات، ويستخدم حالياً جدران المدينة لإطلاق الطاقات المكبوتة، وتحويلها إلى لوحات فنية بواسطة «الغرافيك»، وتلوين الأشجار في المدينة. ويهدف «مركز البراعم لتنمية مواهب الأطفال»، كما يشرح مؤسسه ومموله محمود شيخي، إلى «جذب الأطفال من الشوارع في فراغهم ومن التلفزيون ليحتضنهم جميعاً، محاولاً أن يعيد الأطفال إلى الحياة المسالمة ويشغل أفكارهم وطاقاتهم المكبوتة من خلال المسرح، بعيداً من السياسة والدين والتطرف». ويضيف في حديث إلى «الحياة»: «يعلم المركز اللغات العربية والإنكليزية والكردية، ويقدّم فرصة للتعبير عن النفس وتناسي الحروب والمشاهد المرعبة وعوامل التفرقة المنتشرة، من خلال الاختلاط مع الديانات الأخرى وملء وقت الفراغ بالسليم والمفيد، لإنشاء جيل مهتم بالموسيقى والرسم والمسرح وسواها». وفي حين تقول مديرة المركز بشرى شيخي إن «نشاطات تنموية للمواهب أخرى يضمها المركز، تتضمن المسرح والعزف على آلات موسيقية (الكمان، الغيتار، الطنبور، الإيقاع)، وتعليم الصولفيج الغنائي، والرياضة (التدريبات الإيقاعية، الشطرنج)، والرسم (الفسيفساء، فن التدوير، الرسم على الجدران)». وتعدد أسماء أطفال موهوبين رغم صغر سنهم، منهم سيدرا محمد (مدربة الغيتار)، وجوان يونس (الشطرنج)، وإبراهيم علي (الكمان)، وهوزان صلاح (الإيقاع)، وآدم دوغان وفرهاد حني (الصولفيج)، وشيخموس مصطفى (الطنبور). ويضم مركز «البراعم» 220 طفلاً وطفلة، ولا يتلقى دعماً مادياً من أحد أو جهة، بل يعاني صعوبة في هذه الناحية، علماً أن ثمة أشخاصاً يقدمون تبرعات مادية للمركز كمساعدة لهم لإتمام عملهم، وفق المسؤول الإعلامي والمنسق العام للمركز آرام أحمد الذي يقول: «نظم المركز نشاطات عدة للأطفال ومنها حفلة ترفيهية بعنوان «رحلة بسمتي»، وماراتون على مستوى مدينة عامودا، بمشاركة أكثر من 300 طفل وطفلة من الأكراد والعرب والسريان وغيرهم، وفيديو كليب بعنوان «أزشاهم» للفنان فقي تيرا». ويطمح المركز إلى إنشاء فروع لتغطية المدينة بعد الحصول على دعم، ليكون مركزاً أكاديمياً واسعاً، بجهود مشرفي النشاطات يارا عثمان، ونالين كرمي، ورشا سليمان، بعيداً من سلطة أي تكتل سياسي أو أجندات حزبية.