جدد الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه السناتور فيليب ماريني مبعوث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التأكيد على الدور التركي في عملية السلام، مشيراً الى «اهمية وجود دور فرنسي مكمل للدور التركي». وكان ماريني سلم الرئيس الاسد رسالة من ساركوزي «تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تطويرها إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك»، خلال اللقاء الذي جرى امس بحضور وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي ان اللقاء تناول «المراحل المتقدمة التي قطعتها العلاقات بين البلدين لا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية والرغبة المشتركة في تطويرها بما يعكس الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين والاتفاقات التي يجري التحضير لتوقيعها» خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون. وكانت مصادر ديبلوماسية فرنسية قالت ل «الحياة» ان فييون سيصل الى دمشق مساء 19 شباط (فبراير) الجاري على رأس وفد اقتصادي ووزاري، على ان يجري في اليوم التالي محادثات مع كبار المسؤولين السوريين تتضمن توقيع اتفاقات. وأضاف الناطق السوري ان لقاء الاسد مع ماريني تناول «تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط خصوصاً على الساحة الفلسطينية وأهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية، إضافة إلى خطورة ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة لا سيما القدس من عمليات تهويد وطرد للفلسطينيين»، ذلك ان المبعوث الفرنسي «اعتبر أن الحصار المفروض على قطاع غزة يؤدي إلى نتائج عكسية وأنه يجب ألا يستمر لأنه إضافة إلى نتائجه الكارثية، فهو يضعف عملية السلام». وتابع الناطق ان المحادثات التي حضرها السفير الفرنسي اريك شوفالييه بحثت في «عملية السلام المتوقفة في المنطقة في ظل المواقف الإسرائيلية، حيث قدم الرئيس الأسد رؤية منهجية لعملية السلام وأهمية الدور التركي في هذه العملية وأهمية وجود دور فرنسي مكمل للدور التركي»، لافتاً الى ان ماريني «عبر عن تقدير بلاده الكبير للدور الذي تقوم به سورية في المنطقة». وبعد اللقاء، صرح ماريني بأن رسالة ساركوزي تتعلق ب «مجمل علاقاتنا وتبين اهمية هذه العلاقات علاقات مشتركة باهتمام وفوائد مشتركة، وتقنية للغاية لانها تندرج ضمن الاعداد لزيارة رئيس الوزراء المقبلة، لكنها تندرج ايضاً في اطار علاقات حميمة للغاية بين الرئيسين» السوري والفرنسي. وسئل اذا كانت المحادثات تطرقت الى الموضوع اللبناني، فاجاب: «نعم تطرقنا في نهاية اللقاء الى موضوع لبنان. لكن فقط لنقول وهذا كان رأينا المشترك: ان الوضع في لبنان عاد الى طبيعته وان سورية وفرنسا بذلتا جهوداً مشتركة اضافة الى الجهود التي بذلتها الاطراف الداخلية اللبنانية، لاستقرار الوضع في لبنان. وانها مسألة وقت، حتى يعود لبنان الى حياته الطبيعية مئة في المئة». واذ قال ان لقاءه الاسد تناول المصالحة الفلسطينية ووجهة نظر ساركوزي في ذلك، شدد على امرين: «الاول، مسألة الإلحاح في ما يتعلق بالوقت، اذ يجب ان تتم هذه المصالحة بأسرع وقت. والثاني، خيبة الأمل لأن الامر عاجل، اذ كل يوم يمر من دون فعل شيء يوم يمر بالاخطار. وخيبة الامل لأن الرئيس (باراك) اوباما على رغم كل نياته الطيبة، لم يستطع ان يفعل شيئاً بهذا الخصوص». وتابع ان الرئيسين الأسد وساركوزي يمكنهما القيام بشيء في هذا الخصوص». وعن العلاقات السورية - الاميركية، قال ماريني:»لاحظنا رغبة ايجابية قوية من قبل الإدارة الأميركية، الآن موقف الحكومة الأميركية أصعب لأن هناك قوانين وقرارات اتخذت» من الادارة السابقة، علماً ان تقارير اعلامية افادت بأن ساركوزي ابلغ وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال لقائهما في باريس قبل ايام ان قراره الانخراط مع سورية كان صائباً. وقال ماريني انه لم يتطرق في محادثاته الى موضوع شراء سورية طائرات من «ايرباص» الاوروبية لان الرئيس ساركوزي «بذل كل الجهود والإجراءات الممكنة لمواجهة وحل المشكلة التي تواجهها شركة الطيران العربية السورية، وبذل الجهود لضمان أمن وسلامة الطيران السوري في سياق احترام استقلالية سورية». وكان المبعوث الفرنسي التقى مسؤولين محليين في وسط البلاد للبحث في المجالات والمشاريع والاستثمار في المجال السياحي وبخاصة في مدينة تدمر بعد توافر البنى التحتية والانتهاء من دراسة مشروع جر مياه الفرات إليها. ونقل عن محافظ حمص محمد اياد غزال تأكيده اهمية تنفيذ مطارين دوليين في حمص احدهما قرب الحدود اللبنانية - السورية والثاني في مدينة تدمر الأثرية. وكان السفير شوفالييه بحث مع الجانب السوري في تأسيس اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني تسمى «لجنة الحوار الاستراتيجي» وتوقيع بروتوكول مالي لتقديم مساعدة مالية على شكل قروض ومنح لتمويل مشروعات محددة وذات أولوية، اضافة الى مشروع مترو دمشق. وتأتي زيارة ماريني قبل سلسلة من زيارات المسؤولين الاوروبيين الى دمشق، وتشمل قدوم وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس اليوم (الاربعاء) ومفوضة الشؤون الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون، اضافة الى وزراء خارجية تشيخيا يان كوهوت يومي 16 و17 الجاري. وكان مقرراً ان يزور سورية ايضاً وزير الخارجية الدنماركي بيرستيغ موللر يومي 20 و21 من هذا الشهر، غير ان الزيارة ارجئت بسبب وفاة ابنه. وأفادت مصادر ديبلوماسية اوروبية ان وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت سيزور دمشق في 27 الجاري.