منذ 1991، والزعيم الروحي لاقليم التيبت الدالاي لاما يأتي الى العاصمة الأميركية ويلتقي رؤساء جمهوريين وديموقراطيين رغم اثارته استياء بكين وتحفظات قياداتها. الا أن أي لقاء محتمل بينه وبين الرئيس باراك أوباما خلال أسبوعين يهدد بافتعال أزمة بين البلدين، في ظل تشنج في العلاقة حول صفقات الأسلحة مع تايوان، وتلويح الصين ب"تفخخ العلاقة" في حال اتمام الاجتماع. واذ حذرت بكين من احتمال عقد اي لقاء بين اوباما والدالاي لاما , الزعيم الروحي للبوذيين التيبتيين معتبرة ان اللقاء من شأنه ان "يفخخ بشكل جدي" العلاقات بين البلدين، لم يعط البيت الأبيض موقفا حاسما في هذا الصدد، تاركا الباب مفتوحا أمام احتمال لقاء بين الرجلين خلال جولة الدالاي لاما المرتقبة الى واشنطن خلال أسبوعين.وتاريخيا، تمت اللقاءات بين الزعيم الروحي والرؤساء الأميركيين اما بعيدا عن الكاميرا مع الرئيسين جورج بوش الأب وبيل كلينتون، أوعلنا مع الرئيس السابق جورج بوش الابن. وكان أوباما الرئيس الأول منذ 1991 الذي رفض لقاء زعيم التيبت الروحي العام الفائت وليتفادى أزمة مع الصين في وقت كانت ادارته تعمل على تحسين العلاقة بين البلدين. الا أن تشنج العلاقة بين البلدين واعلان الصين منذ أيام عن تجميد محادثاتها الأمنية وعلاقتها العسكرية مع الولاياتالمتحدة وبعد قرار واشنطن المضي بصفقة بيع أسلحة لتايوان بأكثر من ستة بلايين دولار، أنهى "التقارب" الأميركي-الصيني وفي ضوء خلافات أخرى حول العقوبات على ايران والتبادل التجاري والتغيير المناخي. وقال مسؤول صيني رسمي للصحافيين "نعارض بشدة" أي لقاء بين الدالاي لاما وأوباما في 16 شباط (فبراير) تاريخ وصول الزعيم الروحي الى العاصمة الأميركية.واعتبر زهو وايكوم المسؤول في منظمة تابعة للحزب الشيوعي الصيني, ان مثل هذه الزيارة "سوف تفخخ بشكل جدي الاسس السياسية للعلاقات الصينية الاميركية". وأشار الى أنه "في حال اختار الزعيم الاميركي في ذلك الوقت ان يلتقي الدالاي لاما فسيكون الامر بالتأكيد تهديدا للثقة والتعاون بين الصين والولاياتالمتحدة". ويحاول الجانب الأميركي استخدام أدوات الضغط السياسي معالصين بعد فشل الجهود الديبلوماسية باقناعها بتبني عقوبات دولية ضد ايران، والتوقيع على اتفاقيات حول التغيير المناخي والاستيراد بكميات أكبر من السوق الأميركي. ويأتي تلويح عملاق الانترنت "غوغل بسحب عقوده من الصين، وتأكيد أوباما في خطاب حال الاتحاد أن واشنطن ستفرض اجراءات حمائية أمبر وضرائب على الشركات الأميركي التي تستثمر في الخارج، لتعكس محاولات واشنطن لفرض نوع من التوازن في العلاقة، وبعد "الفوقية الصينية" على الساحة الدولية وخصوصا في ضوء الأزمة الاقتصادية الأخيرة. وكانت الصين " اتهمت أميركا باتباع السياسات الاقتصادية الحمائية" بعد رفع القيمة الجمركية على الحديد المستورد من الصين ومحاولة الغط عليها للاستيراد بشكل أكبر من السوق الأميركي. ولمس أوباما هذه الفوقية شخصيا في مشاورات مؤتمر التغيير المناخي في كوبنهاغن، وبعد احراجه من الفريق الديبلوماسي الصيني ومحاولة الاعتراض على دخوله اجتماع للقوة الكبرى استثنيت منه الولاياتالمتحدة. وجاءت اتفاقية كوبنهاغن بأقل قدر من التنازلات من الصين، الى جانب معارضة بكين بشدة لعقوبات على ايران، كمؤشرات للجانب الأميركي بضرورة تغيير النهج.