لعب الجيش المصري أمس دوراً فوق العادة، في الاحتفال بإفتتاح قناة السويس الجديدة، متصدراً واجهة المشهد ومتجاوزاً دوره في التأمين، إلى التنظيم المحكم في نقل الوفود، كما قدّم ضمن الاحتفال عرضاً لسلاحي الطيران والبحرية، بعدما كان أشرف أصلاً على حفر القناة التي دشنت أمس، ما جعل دور الجيش في العملية كلها، جوهرياً. وظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي على متن يخت «المحروسة» الملكي، مرتدياً الزي العسكري الرسمي، وأخذ يلوّح للضيوف مشيراً بالتحية العسكرية، ما أعطى رسالة بأهمية دور الجيش خلال المرحل المقبلة، لا سيما في مشروع تنمية الممر الملاحي لقناة السويس، وأشاد بدوره في حفر القناة الجديدة. وهذه هي المرة الثانية التي يظهر فها السيسي مرتدياً الزي العسكري، بعد أن زار شمال سيناء بالزي نفسه في أعقاب أعنف اشتباكات جرت هناك بين قوات الجيش ومسلحي سيناء. ومع وصول الصحافيين إلى مقر تجمع الوفود الإعلامية المصرية والدولية أمام ساحة مناسبات مسجد المشير طنطاوي في ضاحية التجمع الخامس (شمال شرق القاهرة)، يستقبلهم ضابط في الجيش بابتسامات وخطاب مهذب، وسريعاً يطلع على بطاقاتهم الصحافية، ثم يرشدهم إلى مكان انتظار حيث يُقدم لهم الحلوى والعصائر، حتى يتم إحضار الحافلات التي اصطفت بطريقة منضبطة لتستقل الوفود الإعلامية في شكل منظم، قبل أن تبدأ في التحرك الجماعي في ركب مؤمن في شكل كامل، إذ سارت في مقدمه وعلى جانبيه سيارات دفع رباعي يستقلها جنود مدججون بالسلاح، لتبدأ الرحلة إلى البر الشرقي لقناة السويس في محافظة الإسماعيلية. فهذا التنظيم المحكم سهّل إلى حد بعيد عملية وصول الوفود الإعلامية والضيوف إلى مقر الاحتفالات من دون أزمات أمنية. وبدا واضحاً أنه تم إيكال مهمة تأمين مدن القناة والطرق المؤدية إلى مكان الحفل إلى القوات المسلحة، فمع بداية الخروج من القاهرة في اتجاه الإسماعيلية، تنتشر مكامن الجيش منتشرة التي لا تبتعد من بعضها بعضاً سوى أمتار. جنود على ظهر مدرعاتهم مدججون بالسلاح، في مكامن متنقلة وأخرى ثابتة، حتى الوصول إلى مقر الاحتفال حيث الوجود الأمني الكثيف، وبوابات أمنية أعدتها قوات الحرس الجمهوري. كما لوحظ أن الجيش أقام مهابط للمروحيات على طرف المنصة الرئيسية لاستقبال السيسي وزعماء العالم المشاركين في الحفل، فضلاً عن لعب الدور الأكبر في تنفيذ منصات الاحتفال ومركز الصحافيين. وعند عبور «كوبري السلام» الذي يربط ضفتي قناة السويس، إلى الضفة الشرقية حيث القناة الجديدة والصحراء الشاسعة، تجد نشاطاً لجرافات وحفارات الجيش تعمل على تمديد الطرق وأعمال البنية الرئيسية فيما بدا تمهيداً لإطلاق مشروع تنمية المجرى الملاحي لقناة السويس. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ قدم الجيش استعراضاً لقوته العسكرية، شاركت فيه الفرقاطة الفرنسية «فريم» التي تسلمتها مصر قبل أسبوعين، حيث أبحرت في المجرى الملاحي للقناة الجديدة إلى جوار يخت «المحروسة» الملكي الذي كان يستقله السيسي. كما قدم سلاح الطيران عرضاً شاركت فيه ثلاث طائرات «رافال» المقاتلة الفرنسية، وطائرات «إف 16» الأميركية التي تسلمها الجيش قبل الاحتفال، إضافة إلى مروحيات وطائرات العروض العسكرية. وكان عُهد إلى الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة مهمة حفر القناة الجديدة، فيما بدا من احتفال أمس أن الجيش المصري سيلعب دوراً كبيراً خلال فترة حكم السيسي.