حضت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي على الوقوف موحداً لدعم اليمن ليتغلب على جميع التحديات التي تواجهه. وجدد مجلس الوزراء السعودي امس التأكيد على «وحدة الصف اليمني، والوقوف إلى جانبه ودعمه ومؤازرته في جميع المجالات»، بعدما اشاد بما توصل إليه مؤتمر لندن من التزامات في شأن دعم اليمن. في الوقت نفسه شددت السلطات المختصة الإجراءات الأمنية في مطار صنعاء الدولي والمطارات الاخرى والمنافذ الحدودية البرية والبحرية في إطار جهود مكافحة «الإرهاب» وملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة» والحيلولة دون دخولهم إلى اليمن. وقال مصدر في وزارة النقل اليمنية أن إجراءات الأمن داخل مطار أصبحت مشددة للغاية بعدما تم تجديد جميع معدات المطار لمواجهة التهديدات الأمنية، بعد الاستعانة بخبراء دوليين «لتحديث وتجديد المنظومة الأمنية في المطارات والمنافذ الحدودية». وكانت السلطات اليمنية أعلنت الشهر الماضي الغاء منح التأشيرات للأجانب، عند وصولهم الى مطار صنعاء، كاجراء احترازي لمنع دخول «المتشددين». وقالت «أن منح التأشيرات للأجانب لن يتم بعد الآن إلا عبر السفارات اليمنية وبعد العودة الى الجهات الأمنية المسؤولة للتحقق من هويات المسافرين»، بما يضمن «الحيلولة دون تسلل أي عناصر مشتبهة بالإرهاب» الى مطار صنعاء الدولي. وذكرت وكالة «رويترز» امس ان خبراء موّل نشاطاتهم الاتحاد الاوروبي بدأوا عمليات مسح للمطارات اليمنية بما فيها مكاتب الجوازات ومراكز الامن والمدرجات تمهيداً لرفع توصيات الى السلطات المختصة لتنفيذها وتشديد وسائل الامن والحماية وفصل ركاب الرحلات الداخلية عن ركاب الرحلات الدولية. وقال فوزي الزيود من المنظمة الدولية للهجرة: «نأمل العمل بجدية مع السلطات اليمنية التي تبدي تعاوناً كبيراً، واعتقد بان المطارات اليمنية تحتاج الى معدات اضافية. كما ان العاملين في دوائر الهجرة والجوازات والامن يحتاجون الى تدريب اضافي». واشارت الوكالة الى ان في مطار صنعاء قاعة واحدة للمسافرين واخرى للقادمين يتلاقى فيه المسافرون في الرحلات الداخلية والدولية ما يخفض الرقابة الامنية ولا يؤمن سلامة كاملة للمسافرين خصوصاً الى دول الغرب التي تُعتبر هدفاً اساسياً لتنظيم «القاعدة». ومطار صنعاء، الذي يعود بناؤه الى السبعينات، فيه مدرجات تتشارك في استخدامها الطائرات المدنية والمقاتلات والقاذفات العسكرية التي تقصف المتمردين الحوثيين. ويُعتبر المطار المركز الاساس لشركة الطيران الوطنية «اليمنية» التي تسير رحلات الى 40 وجهة دولية في اوروبا وآسيا وافريقيا، في حين تستخدم الشركة مطار عدن في الجنوب كبوابة لرحلات اقليمية. واكد نائب مدير مطار صنعاء محمد الفراسي ل»رويترز» ان جميع المسافرين «يخضعون للتفتيش اللازم وان مفتشين جويين بريطانيين ابدوا رضاهم عن اجراءات الامن في المطار بعدما اقترحوا بعض التوصيات التي نفذناها». وكانت رحلات «الخطوط الجوية البريطانية» عُلقت الى صنعاء ومنها الشهر الماضي. من جهة ثانية (ا ف ب) افاد شهود عيان ان اضطرابات ومواجهات بين متظاهرين ورجال الامن سُجلت الاثنين في مدينتي الضالع وزنجبار في جنوب اليمن، بعدما اعلن الحزب الاشتراكي اليمني (المعارض) مقتل احد كوادره برصاص مجهول. وقال على موقعه الالكتروني ان «عضو لجنة مديرية زنجبار سعيد احمد عبدالله بن دود لقي حتفه ليل الجمعة الماضي حين اطلق عليه مجهول النار وتم العثور على جثته ملقاة في رصيف احد شوارع زنجبار». وفي لندن، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ايفان لويس ل «الحياة» إنه سيبدأ صباح اليوم زيارة لصنعاء لمتابعة مقررات «لقاء لندن» ل «أصدقاء اليمن» الأسبوع الماضي. واضاف «إننا نريد ابلاغ اليمنيين أننا جادون في دعمهم، ونريد أن نتابع معهم كيف يمكن أن يساعدهم المجتمع الدولي» في تطبيق خطة النقاط العشر التي قدمها اليمن خلال اللقاء. وأوضح أن الخطة تتناول مجالات الأمن والاقتصاد والتنمية وتخفيف حدة الفقر، وأن «المطلوب خطة عمل واضحة من اليمنيين والبدء في تنفيذهم ما تم الاتفاق عليه وإن التأخير في ذلك يمكن أن يعني أننا لسنا جادين وسيبدأ المواطنون في التشكيك في ما نعد فيه. يجب أن يرى المواطن الأوضاع تتغير على الأرض وبسرعة». وقال إنه سيناقش مع الرئيس علي عبدالله صالح موضوع «تنفيذ وتطبيق» ما وعدت به الحكومة اليمنية في لقاء لندن، في إشارة إلى الإصلاحات في مؤسساتها لتسهيل حصولها على المساعدات التي وعدها بها المجتمع الدولي منذ العام 2006 (4.7 بليون دولار). وشدد لويس على «أن مشاكل اليمن بالغة التعقيد، لكن حلها يجب أن يتم بإرادة يمنية وفي ظل قيادة يمنية. نحن لا نسعى ولا نريد أن نتدخل في ذلك، بل نريد تقديم المساعدة التي يطلبها منا اليمنيون». واقر بأن «بريطانيا تدعم اليمن منذ العام 2009 في مجال مكافحة الإرهاب». وقال «نتولى تدريب القوات الخاصة اليمنية المكلفة مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن التدريب يتم في اليمن. ولفت إلى أنه سيزور مشاريع تنموية تهدف إلى إيجاد فرص عمل يقوم بها البريطانيون في إطار «شراكة تنموية» مع صنعاء مدتها 10 سنوات.