قُتل وجُرح 70 مدنياً على الأقل لدى سقوط طائرة حربية سورية نتيجة «خلل تقني» أثناء قصفها مدينة تحت سيطرة فصائل المعارضة في شمال غرب سورية، في وقت استمرت معارك كر وفر بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في ريف ادلب قرب اللاذقية معقل النظام وسط انباء عن استعادة مقاتلي المعارضة مناطق في سهل الغاب في ريف حماة وسط البلاد. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تحطمت طائرة حربية أثناء قصفها حياً في وسط مدينة أريحا» الواقعة في محافظة ادلب والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ 28 أيار (مايو) الماضي. وأوضح ان «الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض عندما تعرضت لخلل تقني» أدى إلى سقوطها. وأشار عبدالرحمن الى ارتفاع حصيلة القتلى الى «31 شخصاً على الاقل بينهم طفلان» نقلاً عن مصادر طبية وسكان الحي، مضيفاً انه «لم يتم التعرف الى هوية خمسة منهم». وكانت حصيلة اولية للمرصد افادت بمقتل 12 شخصاً من سكان الحي، ثم ارتفعت الى 23، فيما لا يزال مصير من كان على متن الطائرة الحربية مجهولاً، وفق «المرصد». ولم يتمكن «المرصد» من تحديد ما اذا كان القتلى ال31 قضوا جميعهم نتيجة سقوط الطائرة او ايضا بسبب القصف الذي سبق تحطمها. ونقل «المرصد» عن سكان محليين ان سقوط الطائرة قرب سوق للخضار تسبب ب «انفجار ضخم» في المنطقة. وقال عبدالرحمن ان تحطم الطائرة «تسبب باصابة اكثر من ستين شخصا بجروح»، وفق حصيلة جديدة. وبث نشطاء محليون قائمة بأسماء 70 شخصاً قتلوا أو جرحوا في التفجير. وتشكل الطائرات الحربية مصدر رعب للمدنيين في سورية، وهي تعد السلاح الابرز لقوات النظام في حربها ضد مقاتلي المعارضة منذ اكثر من اربع سنوات. وتعرضت هذه الطائرات لحوادث عدة كما تم اسقاط بعضها من قبل فصائل المعارضة. كما ان قوات النظام تقصف مناطق المدنيين بصواريخ و «براميل متفجرة» كان آخرها سقوط صاروخ ارض - ارض في قرية اورم الجوز المجاورة لأريحا. وتحطمت طائرة عسكرية بسبب سوء الاحوال الجوية في منتصف كانون الثاني (يناير) ما تسبب بمقتل 35 عسكرياً في محافظة ادلب، التي تخضع بمعظمها لسيطرة فصائل معارضة مقاتلة. وخسرت قوات النظام منذ نهاية شهر اذار(مارس) عدداً من المدن الاستراتيجية في محافظة ادلب الحدودية مع تركيا كمدينة إدلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور واريحا بعد معارك عنيفة خاضتها ضد ائتلاف يضم فصائل اسلامية. وقصف الطيران المروحي أمس بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي. وقال «المرصد» امس: «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين «حزب الله» اللبناني وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة ولواء الحق، جند الأقصى، جبهة النصرة، جيش السنّة، جبهة أنصار الدين، الحزب الإسلامي التركستاني، أنصار الشام، أجناد الشام، فيلق الشام، الفرقة 111 مشاة، الفرقة 101 مشاة، لواء صقور الجبل، وصقور الغاب، جنود الشام الشيشان، وحركة أحرار الإسلامية وفصائل مقاتلة وإسلامية من جهة أخرى بالقرب من أوتوستراد اللاذقية - أريحا في ريف جسر الشغور، وسط تقدم لقوات النظام وسيطرتها على تل حمكي بريف جسر الشغور الجنوبي الشرقي». وأشار «المرصد» الى معارك في محيط الفورو القريب من جورين «وسط تضارب المعلومات حول الجهة المسيطرة عليه، فيما انسحبت قوات النظام والمسلحين الموالين لها من تل أعور وفريكة عقب الهجوم الذي نفذه مقاتلو الفصائل على قوات النظام بعد ساعات من استعادتها السيطرة على هذه المناطق، كما تشهد مناطق قرب صوامع المنصورة بسهل الغاب ومناطق في محيطها اشتباكات بين الطرفين، وترافقت الاشتباكات مع قصف بعشرات القذائف من قبل كل طرف على مواقع الطرف الآخر، واستهداف مقاتلي الفصائل لمنطقة جورين بعشرات القذائف الصاروخية، وقصف جوي مكثف على الأماكن ذاتها، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل وجرح 28 على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، إضافة لاستشهاد ومصرع 16 مقاتلاً من الفصائل بينهم 7 على الأقل من الجنسية السورية». وسقطت بعد منتصف ليل أمس قذائف على مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما موالون للنظام بالتزامن مع «اشتباكات متقطعة بين قوات الدفاع الوطني ومسلحين محليين يشرف على تدريبهم قادة مجموعات من «حزب الله» اللبناني من جهة وجبهة النصرة والفصائل الاسلامية من جهة اخرى»، بحسب «المرصد» الذي قال: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، بعد منتصف ليل امس مناطق في مدينة بنش. واطلق مسلحون مجهولون النار بعد منتصف ليل أمس على مخيم أطمة للنازحين قرب الحدود السورية - التركية، ما أدى إلى سقوط جرحى بعضهم في حالات خطرة». وأعدمت «جبهة النصرة» في جبل الزاوية، قيادياً سابقاً في فصيل إسلامي رمياً بالرصاص وذلك بتهمة «السرقة والاحتيال»، بعد إعدامها في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي محامياً «بإطلاق النار عليه وقتله بتهمة التعامل والتخابر مع قوات النظام وتسريب معلومات عن تمركز ومقار المجاهدين».