تعهَّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام وفد من حزب ميرتس اليساري الإسرائيلي زاره في مكتبه أمس في رام الله بعدم السماح بالإرهاب أوالعنف. تأتي تصريحات عباس بعد يومين من مقتل رضيع فلسطيني يبلغ من العمر 18 شهراً بعد أن أحرق مهاجمان يشتبه بأنهما يهوديان متطرفان منزلاً في قرية دوما بالضفة الغربية. وقال عباس «نحن نقول بصراحة كفى فنحن لا نستطيع أن نصبر ولكن خذوها مني كلمة نحن لن نتبنى الإرهاب ولن نتبنى العنف وستبقى سياستنا وأيدينا ممدودة للسلام». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «ولكن إذا استمر الوضع على حاله وبهذا الشهر بالذات فسيكون لنا موقف مختلف». دون الإشارة إلى طبيعة هذا الموقف. ودعا عباس الإسرائيليين إلى الاختيار بين السلام والإرهاب، وقال «نحن لا نستطيع أن نصبر وأن نسكت وكل مرة أقول إننا لن نسمح بالإرهاب ولا بالعنف ولكن بالنتيجة اختاروا بين داعش والسلام.. وبين هذه التنظيمات الإرهابية وبين السلام». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن زعيمة حزب ميريتس زهافا جلئون قولها «جئت لأقدم التعازي في الجريمة التي حدثت في قرية دوما.. طفل قتل على يد إرهابيين يهود». وأعقب هذا الحادث مواجهات بين الجيش الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية قتل فيها فتى يبلغ من العمر 18 عاماً بالقرب من رام الله، كما قتل فلسطيني آخر برصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة. ولقي حادث إحراق المنزل في قرية دوما استنكارات دولية واسعة. وانتقد عباس صدور بيانات إدانة فقط من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال «نحمل الإدارة الأمريكية أيضاً المسؤولية، فعبارات نأسف ونعتذر وندين ونقدم التعازي.. نأمل أن تتوقف وأن يتم اتخاذ إجراءات ضد كل هؤلاء المتطرفين الإرهابيين». وأوضح عباس أنه «إذا مرت هذه الجريمة كغيرها من الأعمال الإجرامية… فهذه قضية لا تبشر بأي خير». وقال «إنه أمر بشع جداً أن يُحرق طفل ثم يقتل، ووالدته في حالة خطيرة جداً، لأن حروقها تصل إلى 90 % وكذلك والده وشقيقه، لذلك تسمى هذه جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب». من جهتها أعلنت الحكومة الإسرائيلية الخاضعة لضغوط شديدة أمس عزمها على التحرك بحق المتطرفين اليهود بعد مقتل رضيع فلسطيني أُحرق حياً الجمعة، إثر إضرام مستوطنين متطرفين النار في منزله في الضفة الغربيةالمحتلة، وبعد عملية طعن في مسيرة للمثليين في القدس. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ب «عدم التساهل» بينما سمح وزير الدفاع موشيه يعالون أمس باستخدام الاعتقال الإداري الذي يطبق عادة على المعتقلين الفلسطينيين ضد المتطرفين اليهود بعد عملية إحراق المنزل الفلسطيني الجمعة. ولم يتم اعتقال أي مشتبه به حتى الآن في الهجوم الذي وقع شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وقضى الطفل علي دوابشة البالغ من العمر 18 شهراً حرقاً، بينما أصيب والداه سعد وريهام وشقيقه أحمد ابن الأربع سنوات بحروق بالغة وهم يصارعون الموت. وفي محاولة لتوقيف المنفذين، أمر يعالون باللجوء الى الاعتقال الإداري، بحسب متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية، مشيراً إلى أن ذلك سيمنح المحققين وقتاً إضافيا لجمع الأدلة الكافية لتقديم المنفذين إلى العدالة.