ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي اليوم (الأربعاء) لتتعافى بعد نزولها عن 50 دولاراً للبرميل، بعدما أظهرت بيانات أسبوعية تراجع مخزون الخام الأميركي، وإن كان ارتفاع الدولار حد من مكاسب الخام. وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر، بعدما أبدى عضو له حق التصويت في لجنة السوق المفتوحة في «مجلس الاحتياطي الاتحادي» (المصرف المركزي الأميركي) دعمه لرفع سعر الفائدة في أيلول (سبتمبر) المقبل. وعادةً ما يؤثر صعود الدولار سلباً على النفط الخام، ويجعل بيعه أكثر ربحية للمستثمرين غير الأميركيين. وتراجعت أسعار النفط في الربع الحالي من العام بنسبة 21 في المئة بسبب تنامي وفرة المعروض، وتباطؤ الطلب من جانب الصين، واحتمال تدفق كميات من الخام على السوق من إيران بعد اتفاقها مع الغرب في شأن برنامجها النووي. وقال الخبير الاستراتيجي لدى «كومرتس بنك» يوجين فينبرغ إن «جميع الأخبار السلبية التي تلقيناها خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية بداية من الاتفاق النووي مع إيران إلى ضعف الاقتصاد الصيني وقوة الدولار كان لها تأثير، وكان هذا البيع مبالغاً فيه». وأضاف أنه "عندما تتراجع الأسعار كثيراً يصبح الانتعاش مرجحاً بشكل أكبر». وصعدت عقود برنت تسليم أيلول (سبتمبر) 46 سنتاً إلى 50.45 دولاراً للبرميل بعد أن سجلت مكاسب بلغت واحداً في المئة خلال الجلسة السابقة، لترتفع من أدنى مستوى لها في ستة أشهر الذي بلغته الاثنين الماضي. وارتفعت عقود الخام الاميركي تسليم أيلول (سبتمبر) 32 سنتاً لتصل إلى 46.06 دولارات، متعافية من أدنى مستوياتها في أربعة اشهر الذي سجلته أيضا الاثنين. ومنحت الدلائل على تراجع مخزون النفط الأميريكي المزيد من الدعم لأسعار النفط. وقال «معهد البترول الاميركي» أمس إن مخزون النفط الخام التجاري في الولاياتالمتحدة هبط 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي ليصل إلى 459.7 مليون برميل، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 1.5 مليون برميل. وانخفض مخزون النفط في مستودع «كاشينج» في ولاية أوكلاهوما 504 آلاف برميل. وما زال المخزون أكبر من المستوى الذي وصل إليه في نهاية العام 2014 والذي بلغ 387.3 مليون برميل. وواصلت منظمة أوبك ضخ الخام بمعدلات قياسية في تموز (يوليو)، بينما زاد عدد منصات الحفر الأميركية للمرة الأولى هذا العام. ومن المقرر أن تُصدر إدارة معلومات الطاقة الاميركية بياناتها في وقت لاحق اليوم.