اختارت هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ومسرح كركلا أن تكون بيروت المنطلق الأول للعروض العالمية لمسرحية «زايد والحلم» التي أنجزها الفنان عبدالحليم كركلا بالتعاون مع ابنه إيفان المتخصص في الإخراج وابنته أليسار المتخصصة في فن الكوريغرافيا والرقص. والمسرحية التي عملت على إنتاجها هيئة أبو ظبي تدور حول شخصية الشيخ زايد بن سلطان ومساره التاريخي والسياسي والإنجازات التي أحدثها وأبعاده الإنسانية والفكرية. وعشية انطلاق العرض الأول في بيروت (مسرح فوروم دو بيروت) عقد الفنان عبدالحليم كركلا ومدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبو ظبي عبدالله العامري مؤتمراً صحافياً في مركز كركلا للفنون (مسرح إيفوار) وقدّما خلاله العمل الجديد. وشارك في المؤتمر ممثل وزير الثقافة اللبناني غسان أبو شقرا، والفنانان إيفان وأليسار كركلا ومديرة العلاقات العامة في مسرح كركلا اعتدال حيدر. وقدّمت خلال المؤتمر مشاهد (فيديو) من العرض. تحدث كركلا عن عمله الجديد وعن الظروف التي أحاطت بإنجازه، والجهد الكبير الذي بذله على مستويات عدة لإنجاز العرض، ومنها تحضير السيناريو وإجراء بحث تاريخي وسياسي بغية كتابة النص وبناء العرض، إضافة الى العمل على الكوريغرافيا مع أليسار وعلى السينوغرافيا والإخراج المسرحي مع إيفان وعلى الملابس والموسيقى وقد تعاون فيها مع الموسيقار الإيراني العالمي محمد رضا عليفولي. وقد استعان كركلا بفريق تقني أجنبي من أمثال: جوليانو سبينيللي وسيرجيو ميتالي وآلان باريت. أما الممثلون فهم لبنانيون وعرب ومنهم: غابريال يمين ورفعت طربيه وياسر المصري الذي أدى دور الشيخ زايد. وانطلق كركلا من القيم السبع التي جعلها أساساً لعمله وقد استوحاها من مسيرة الشيخ زايد وهي: الشرف، الخير، الشجاعة، الصبر، الحق، الإيمان والحكمة. ورأى كركلا أن الفن يتموضع «في تاريخ الشعوب في مرتبة عالية تتصل بالهوية والمقياس الحضاري. وتعتبر الفنون من روح الشعوب وتشكّل ذاكرتها الجماعية. فقيام الفن شعراً وأدباً ومسرحاً دليل على تطوّر المجتمع. مع «زايد والحلم» تحققت قيمتان أساسيتان، القيمة الفنية والقيمة التاريخية، بحيث ان العمل يحمل القيمة التراثية ويعيد ضخها فنياً لمصلحة المجتمع الذي بدوره سيعيد تشكيل ذاته على طريق القيم والفن». وأضاف: «عبر الزمن والأجيال، تتجمع مواهب القيادة بكل فضائلها في قائد يُحفر اسمه في التاريخ، هذا الزمان له فرسانه في حكايتنا. فرسان زمان وصناع دهر تملؤهم روح التقصي وهم يواكبون المولود، مدركين أنه عطية من عطايا الله في قدر الأمة. وإذ يزرعون فضائلهم في وجدانه، تتكوّن الرؤيا ويكبر الحلم الذي سيقود مسيرة الأمة. حُلمه الذي بات بحجم الحياة، يجعل كل تلك الفضائل متحفزة لا تنام: الحكمة، الإيمان، الحق، الشرف، الشجاعة، الخير والصبر، فيخضع المستحيل فاتحاً أبوابه أمام النهضة والعمران وتوحيد الشعب وازدهاره. وعبر الراوي الذي يُجسد صوت التاريخ، تُروى الأحداث ومآثر القائد الحالم. لقد زرع السلف الأمجاد في خليفته وأبنائه ليكونوا للمجد سيوفاً وللحضارة أهلاً وأبطالاً تفخر بهم أمة العرب». ثم تناول كركلا بالتفصيل عمله على خشبة المسرح وكيف حضّر المادة الأولى وانطلق منها ليبني عرضه المسرحي، القائم على الرقص والمسرح والموسيقى والسينوغرافيا والمؤثرات التقنية والبصرية. أما عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبو ظبي، فاستعرض المشروع وحيّا بدءاً مدينة بيروت التي ستنطلق منها المسرحية التي أنتجتها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال: «تأتي بداية جولة المسرحية من العاصمة اللبنانية بعد النجاح الذي حققته في عروضها بأبو ظبي، وفي إطار سعينا لإبراز الدور الكبير الذي قام به الشيخ زايد بن سلطان في بناء دولة الإمارات ونهضة شعبه وأياديه البيضاء على جميع شعوب العالم. وكذلك تأكيداً منا على عمق العلاقات الأخوية بيننا وبين الشعب اللبناني الشقيق. وإنني اليوم من هنا أشكر جميع من ساهم في إنجاح هذا العمل وعرضه هنا، وبخاصة فرقة كركلا لإسهاماتها وجهدها لتجسيد هذا العمل واقعاً مميزاً». وأكد العامري اعتزاز بلاده بالإرث العظيم للشيخ زايد، معلناً «فخر الهيئة بتقديم هذا الإنجاز المسرحي الرائع «زايد والحلم»، عرفاناً بما قدمه مؤسس الدولة وباني نهضتها وراعي ولادة الإبداع في إنسانها وانبثاق الخير في أرضها، وهو الوالد والقائد والحكيم، الوالد للإنسان، إماراتياً وعربياً، والقائد لدولة الاتحاد في زمن تداعيات فرقة واختلاف، وحكيم العرب في كل محنة واختبار». وأضاف: «إننا في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث نشيد بالمنجز المسرحي «زايد والحلم» وندعو كل المهتمين بالمسرح والإبداع في مختلف أشكاله للاطلاع على حكاية الخلود التي يحكيها هذا المنجز الفذ. فزايد القائد حفر اسمه على وجه الزمان بأحرف من ذهب، وإن كان من قدره أن واجه صعاباً ومحناً كثيرة في مرحلة بناء الدولة وقيام الاتحاد، فإن حلمه قد بات بحجم الحياة يجعل كل تلك الفضائل متحفزة للانطلاق نحو المستقبل برؤية صائبة ونظرة تطمح الى المستحيل ليصير ممكناً، بقيمٍ ورثناها عن الشيخ زايد، قيم الصبر والشجاعة والحق والإيمان والخير والحكمة والشرف، وقد أرسى مكانتها في كل المحطات التاريخية والتحولات الحاسمة في تاريخ وطنه الإمارات وأمته العربية والإسلامية».