طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب - بدأت في طهران أمس، محاكمة 16 متظاهراً اعتُقلوا خلال الاضطرابات التي نظمتها المعارضة في ذكرى عاشوراء الشهر الماضي. وحض زعيما المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي أنصارهما على التظاهر في 11 شباط (فبراير) المقبل في ذكرى الثورة، لكن «الحرس الثوري» حذر من انه «سيواجه بحزم» أي احتجاجات محتملة. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن خمسة من المتظاهرين، بينهم امرأتان، وُجهت اليهم تهمة «الحرابة (محاربة الله) والإفساد في الأرض»، وهي جريمة تصل عقوبتها الى الإعدام. ووُجهت الى المتهمين الآخرين تهم «التجمع والتآمر على الأمن الوطني، والدعاية ضد النظام الإسلامي، والتحريض على الشغب». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن المدعي العام قوله في المحكمة ان بعض المتهمين اعترفوا بالتجسس والتخطيط لتنفيذ هجمات بالقنابل والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وأضاف ان متهمين أرسلوا أشرطة فيديو حول الاشتباكات بين المتظاهرين وأجهزة الأمن، الى «شبكات أجنبية معادية». وأشارت «إرنا» الى ان من بين المعارضين المتهمين بالحرابة، شخصين على علاقة ب «مجاهدين خلق» أبرز منظمة معارضة للنظام في الخارج. وفي إشارة كما يبدو الى هذين الشخصين، أفادت وكالة أنباء «فارس» بأن «أعضاء زمرة المنافقين الذين أُلقي القبض عليهم في يوم عاشوراء، اعترفوا بتلقي دورات تدريب على الاغتيال في مخيم أشرف بالعراق، وبعض الدول الأوروبية، لإثارة الفوضى والبلبلة وتنظيم التظاهرات» بعد الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. وثمة بين المتهمين عضو في طائفة البهائيين المحظورة في ايران، ومعارض «ذو توجهات شيوعية»، و «ناشط طالبي» افادت «إيسنا» بأنه أبلغ المحكمة انه أدلى بتصريحات لوسائل إعلام أجنبية حول التظاهرات، لأن «أبواب وسائل الإعلام المحلية مغلقة بالنسبة الينا». يأتي ذلك بعد يومين على إعدام السلطات الإيرانية معارضَين دينا بالسعي الى قلب النظام، على رغم انهما اعتُقلا قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وأورد موقع «سهم نيوز» التابع لحزب كروبي ان «مير حسين موسوي ومهدي كروبي أسفا لعمليتي الشنق الأخيرتين، وطالبا بالنظر في وضع المعتقلين طبقاً للقانون». وأضاف المرشحان السابقان: «يبدو ان عمليات الشنق هذه تستهدف إحلال أجواء من الترهيب، لردع الناس عن التظاهر في 11 شباط المقبل». ودعا الزعيمان «المواطنين الى المشاركة بكثافة في المسيرة» التي تنظم كل سنة لمناسبة ذكرى الثورة. لكن «إيسنا» نقلت عن القائد في «الحرس الثوري» الجنرال حسين حميداني قوله: «لن نسمح للحركة الخضراء بأن تظهر في أي حال من الأحوال. لن نشهد بالطبع مثل هذا الأمر، وحتى إذا أرادت أقلية أن تفعل شيئاً، سنواجهها بحزم».