غادر وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس (الجمعة)، واشنطن متجاً إلى الشرق الأوسط ثم جنوب شرق آسيا في جولة يستهلها بمصر حيث سيحيي الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لينتقل بعدها الى قطر. وهذه الجولة التي تستمر حتى 8 آب (أغسطس) الجاري، تشمل أيضاً محطات عدة في جنوب شرق آسيا، لكنها لا تشمل أي محطة في إسرائيل، الحليف الأول للولايات المتحدة في المنطقة والمعارض الأول في الوقت نفسه للاتفاق النووي الإيراني. وفي مصر سيترأس كيري غداً مع نظيره المصري سامح شكري «الحوار الاستراتيجي» بين الدولتين الحليفتين. وهذا «الحوار» الذي سيعقد للمرة الأولى منذ العام 2009 يأتي إثر إعلان الولاياتالمتحدة أنها سلمت مصر ثماني مقاتلات «اف 16»، هي الأولى بعدما رفعت واشنطن في أواخر آذار (مارس) الماضي التجميد الجزئي عن استئناف مساعدتها العسكرية للقاهرة. وكانت العلاقات الأميركية - المصرية بدأت تعود إلى طبيعتها أواخر آذار الماضي، عندما أعلنت الولاياتالمتحدة عن انهاء تجميد جزئي لمساعدتها العسكرية السنوية التي تبلغ 1.3 بليون دولار. ومن مصر سينتقل الوزير الأميركي إلى الدوحة حيث سيلتقي بعد غد نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي، وسيحاول الحد من مخاوفهم الناتجة عن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 14 تموز (يوليو) الماضي في فيينا. وأوضح ديبلوماسي أميركي للصحافيين أن كيري «سيحاول الإجابة على كل الأسئلة التي قد تكون لا تزال تراود وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي على أمل ان يكونوا راضين ويدعموا جهودنا». وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أنه على هامش هذا اللقاء المهم في قطر، سيجري كيري أيضاً محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تتناول خصوصاً الملف السوري. وبعدها سيتوجه الى جنوب شرق آسيا وهي منطقة تحظى باهتمام خاص بالنسبة للديبلوماسية الأميركية. وسيحط أولاً في سنغافورة لمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلالها، ثم يزور كوالالمبور من الرابع الى السادس من آب (أغسطس) الجاري، إذ تترأس ماليزيا هذا العام مجموعة «رابطة دول جنوب شرق اسيا» (آسيان). وأخيرا سيزور كيري من السادس الى الثامن من آب الجاري فيتنام التي ستحتفل بالذكرى العشرين لإقامة علاقات ديبلوماسية بين هانوي وواشنطن.