أجهضت عملية «استباقية» نفذتها الأجهزة الأمنية الكويتية، نيّة خمسة ممن وصفتهم ب«أصحاب الفكر الضال»، زعزعة الأمن في الكويت خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن أحدهم قتل في وقت سابق في العراق. وعلى رغم انتماء الخلية إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، إلا أن وزارة الداخلية الكويتية أكدت ل«الحياة» عدم ارتباط أنشطتهم المشبوهة بما وقع أخيراً من تفجيرات في بعض دول الخليج، وكان أبرزها استهداف مسجد الإمام الصادق في الكويت، وأدى إلى استشهاد 27 شخصاً وإصابة 226 آخرين. واستبعد رئيس الإعلام الأمني في وزارة الداخلية الكويتية الرائد ناصر بوصليب، في تصريحه ل«الحياة» ارتباط نشاطات الإرهابيين الخمسة بما وقع أخيراً من تفجيرات متتالية، واستهداف المساجد في كل من السعودية والكويت والبحرين، وتحديداً تفجير مسجد الإمام الصادق قبل أكثر من شهر. وقال بوصليب: «إن القضايا المرتبطة بهم مختلفة. وما قام به هؤلاء الخمسة أمرٌ آخر، ولا علاقة له بتفجير مسجد الإمام الصادق». وأبدى تحفظه عن الكشف عن نشاطات الخلية، ملمحاً إلى أن ذلك قد يضر بمسار التحقيقات التي تُجرى مع أفراد الخلية حالياً. وكشفت الداخلية الكويتية أن المقبوض عليهم من أفراد الخلية «شاركوا في حروب وعمليات قتالية في مناطق النزاع، ومن بينهما العراق وسورية». بيد أنها أشارت إلى أن أحد الأعضاء قُتل في العراق بعد انضمامه إلى «داعش». وذكرت أنه تم العثور على «مخطوطات وكتب وشعارات تعود إلى التنظيم في منزله. فيما شارك الآخرون في القتال والتدريب وتسهيل السفر للإرهابيين السابقين». وأحيل الإرهابيون الخمسة، الذين يحملون الجنسية الكويتية، وتراوح أعمارهم بين 25 و33 عاماً، إلى النيابة العامة، لاستكمال التحقيقات معهم. وأشارت الداخلية الكويتية إلى أنه اتضح من خلال التحقيقات الأولية «تلقّي أفراد الخلية دورات في علوم التنظيم الإرهابي، والفكر الضال المنحرف، إلى جانب تدريبات متقدمة في حمل السلاح، وكذلك مشاركتهم في عمليات قتالية في كل من سورية والعراق». وأوضحت الوزارة في بيانٍ أصدرته أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن «الأجهزة الأمنية المختصة قامت في خطوة استباقيّة بضبط عناصر إرهابية، تنتمي لما يسمى ب «تنظيم داعش الإرهابي». وذكرت أن «عدد هؤلاء العناصر خمسة متهمين، يحملون الجنسية الكويتية». وأكدت أنهم «اعترفوا بتلقي دورات في علوم التنظيم الإرهابي والفكر الضال المنحرف، إلى جانب تدريبات متقدمة على حمل السلاح، والمشاركة في الأعمال القتالية». واستعرضت في البيان أسماء ومعلومات عن الإرهابيين. والأول هو مبارك ملفي، وهو من مواليد 1986 (29 عاماً)، التحق بتنظيم «داعش» الإرهابي في العراق، وقُتل في إحدى العمليات فيها. أما الثاني فهو فهد حمد، وهو من مواليد 1990 (25 عاماً)، وتم العثور في منزله على كتب تكفيرية، تحثّ على القتال والإرهاب، وكذلك علم (شعار) تنظيم «داعش» الإرهابي. ويدعى الثالث محمد حمد، وهو من مواليد 1986 (29 عاماً)، التحق بتنظيم «داعش» في العراق، وقاتل معه في مدينة الموصل. أما الإرهابي الرابع فهو فالح ناصر من مواليد 1982 (33 عاماً)، وشارك مع التنظيم في القتال ضمن عمليات إرهابية، بعد أن تلقّى التدريبات في الموصل. فيما ذكر أن الأخير هو محمد فلاح 1990 (25 عاماً)، قام بدعم وتسهيل إجراءات سفرهم، للمشاركة في العمليات الإرهابية في العراق. وأكدت وزارة الداخلية الكويتية أنه تمت إحالة المتهمين إلى النيابة العامة، في قضية تحمل رقم 47/2015، باسم «جنايات أمن دولة». وأوضحت أنها «لن تألوا جهداً في ضبط كل من تسول لهم أنفسهم العبث بأمن الوطن بكل حزم وشدة وهم العيون الساهرة على أمن وسلامة المواطنين، ولن تتهاون في اتخاذ كافة إجراءاتها الوقائية ضد كافة أعمال الإرهاب وضبط عناصره».