يود أحد القراء رفع قضية على إدارة المرور بسبب الازدحام. والمرور ليس مسؤولاً عن الازدحام بل معني بتصريفه التصريف الأمثل، عند هذا «الدوار» تتشعب الطرق، الأفضلية محلياً لمن «يركب رأسه»، وركوب الرأس يعني أن يصبح أسفل الجسد ولك أن تتوقع النتائج! مسؤولية الزحام متشعبة، ما بين هندسة المرور وحسن إدارته والتخطيط الذي يجب استباقه للحاجات وما بين النقل العام... العائم، وجهات تحولت لمكائن تفريخ سيارات جديدة، انظر الى برامج التقسيط لسيارات الأجرة والتأجير وأعداد تدفع بها إلى شوارع تعاني من الفيضان... واسأل هل لها حاجة؟ ومع تزايد أعداد سيارات صغيرة بالقيادة «الحشرية» لبعض أصحابها زاد مستوى الخطر، بل انتشرت القيادة العدائية. ولو كانت لدى السيارات مجسات في إطاراتها مثل زاحف الوزغ «البرصي» لرأيتها في شوارعنا «متشعلقة» أسفل الجسور وعلى الجزيرة الفاصلة بين الطرقات، ربما تجد بعضها وقد «تشعلق» بحلمة أذنك! نعم «المرور» لا يحرك ساكناً في قضية فرض احترام النظام، اكتفى بالمرور السري على بعض الطرق، ونقاط تفتيش تبحث عن الوثائق، سهل تجاوزها. لذلك تجد أن عكس اتجاه السير أصبح أمراً مألوفاً، والمخالفات بالكوم، ولو استثمرت لأصبحت الدخل الأول للموازنة... في هذا فرصة لتحقيق هدف تنويع مصادر الدخل، أقلها يمكن وزارة التخطيط القول إنها حققت شيئاً. متابعة حركة المرور بالكاميرات لا تكفي لفرض احترام النظام، لأن من يحترم النظام في طرقاتنا يصبح مثل اليتيم، يتعلم الآخرون في رأسه، وبعد فترة لا يجد أمامه إلا الانضمام للقافلة. الواقع المروري يسهم كل يوم في تخريج سائقين جدد، عندما يشد عودهم لن يسهل تغيير عاداتهم، أيضاً فرض احترام النظام لن يأتي حبياً، أسمع - أحياناً - رجال مرور يعلقون على مخالفات... وأستشف - من اللغة والأسلوب - حالة تكيف! الوعظ وحده لا يغيّر شيئاً، وترى في شوارع الرياض تكاثر سيارات شبيهة بالخردة تمشي، بل قد تستخدم لتعليم القيادة. شاهدت شيئاً من ذلك في جنوب العاصمة، ومع كل يوم يزداد الشق على الراقع مع خسائر أقلها الضغوط النفسية ومحق بركة الوقت. وكنت أعتقد أن حضور شركة «نجم» مع تدشينها لمصلحة شركات التأمين، سيسمح بوفر في عناصر المرور لحراسة النظام وحماية من يحترمه لكن ذلك لم يحدث. وضع عدم حماية المحترمين للأنظمة المرورية من سطوة المخالفين، مماثل لحماية أهل الأمانة والنزاهة من أهل الفساد؟ وأهمس في أذن القارئ إذا أراد رفع قضية ضد «المرور» بأن تكون عن سوء التصريف وعدم حماية النظام المروري المكلف بحراسته وتعريضنا للخطر، لمن سيتوجه لرفع القضية... لديوان المظالم فنحن نشكو من ظلم مروري. www.asuwayed.com