اكدت الصحف الجزائرية اليوم الخميس في عناوينها الرئيسية "النصر الاكيد" على المنتخب المصري الذي سيتواجه مع منتخب بلادها في وقت لاحق ضمن الدور نصف النهائي من كأس الامم الافريقية المقامة في انغولا. وعنونت صحيفة الوطن "من كل قلبنا معكم!" لتعكس بذلك شعور جميع الجزائريين تجاه منتخب بلادهم الذي يسعى الى تجديد تفوقه على منتخب "الفراعنة" بعدما تأهل على حسابه الى نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010. وتعزز الحلم الجزائري برفع الكأس القارية للمرة الثانية في تاريخ منتخب "ثعالب الصحراء" بعدما نجح الاخير في الاطاحة بنظيره العاجي الذي كان يعتبر من اقوى المرشحين للفوز باللقب بحكم وجود الكثير من نجوم البطولات الاوروبية في صفوفه وعلى رأسهم ديدييه دروغبا وسالومون كالو. ووضع الجزائريون خلفهم البداية المخيبة عندما منوا بهزيمة ثقيلة في مباراتهم الاولى امام مالاوي (صفر-3). واصبح حلم اللقب بالنسبة اليهم قريبا جدا من الواقع لكن العقبة التي تقف في وجههم حاليا متمثلة ببطل النسختين السابقتين وهو سيدخل الى موقعة بنغيلا رافعا شعار الثأر بعدما حرم على يد غريمه من التأهل الى جنوب افريقيا 2010. "لا يساورني اي شك حول مباراة الليلة: الجزائر ستتغلب على مصر وسنرفع الكأس", هذا ما قاله المشجع الجزائري المتفاني احمد وهو يرتدي قبعة باللونين الاخضر والابيض. اما المشجع الاخر عزيز فقال ان "اخراج ساحل العاج ودروغبا من المسابقة ليس في متناول اي فريق كان", مشيرا الى ان لاعبي منتخب بلاده متحفزون تماما والمنتخب المصري لن يقف في وجههم. ووضعت في الشارع الذي يسكن فيه عزيز شاشة عملاقة تبث مباريات البطولة القارية منذ انطلاقها وذلك بمبادرة من السكان الذين ارادوا ان يعيشوا اجواء ملاعب انغولا. "آمل الا تمطر", هذا ما تمناه ناصر الذي يقيم في هذا الشارع ايضا. وقد حضر سيارته للاحتفال في حال فوز منتخب بلاده وذلك بتزيينها باللونين الاخضر والابيض. من جهتها خصصت الصحف الجزائرية اليوم صفحاتها الاولى والعديد من الصفحات الداخلية من اجل هذه المواجهة الجديدة بين منتخب بلادهم ونظيره المصري والتي سيؤكد من خلالها منتخبهم الاخضر تفوقه, وذلك بحسبهم. ورأت صحيفة الوطن الصادرة بالفرنسية ان زملاء يزيد منصوري سيكرسون هيمنة تاريخية خصوصا على الاراضي المحايدة, وسيؤكدون احقيتهم في التأهل الى المونديال من خلال بلوغ نهائي كأس الامم الافريقية. من جهتها, عنونت الخبر "الخضر في مهمة تجريد الفراعنة من التاج الافريقي", معتبرة ان هذه المباراة ليست كبقية المباريات لانها لتأكيد التفوق القاري والعربي. واضافت ان "المقابلة الجزائرية المصرية هذه المرة, تعد حلقة جديدة في المسلسل اللامتناهي بين الطرفين لبسط السيطرة على الكرة العربية والقارية, سيما وأن ما حدث من حزيران/يونيو الى تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي لا زالت اثاره عالقة لدى المنتخبين". وهذه المرة الثانية التي يلتقي فيها المنتخبان خارج قواعدهما في شهرين بعد الاولى في السودان في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في المباراة الفاصلة بينهما من اجل التأهل الى نهائيات كأس العالم والتي حسمها الجزائريون في صالحهم 1-صفر. كما انها المرة الثالثة في المدة ذاتها بعد الاولى التي فاز فيها الفراعنة 2-صفر في الجولة السادسة الاخيرة من التصفيات وفرضوا اللجوء الى المباراة الفاصلة. واذا كانت المواجهتان الاخيرتان شهدتا احداث شغب قبلها وبعدها وكادت تؤدي الى القطيعة الدبلوماسية بين البلدين, فان مواجهة اليوم تختلف كليا عن سابقتيها لانها لن تشهد حضورا جماهيريا كبيرا لمشجعي المنتخبين, فيما تابع المباراة الاولى في القاهرة نحو ثمانين الف متفرج, والثانية في السودان نحو 35 الف متفرج. وتعذر على مشجعي المنتخبين السفر الى انغولا منذ بداية البطولة نظرا الى غلاء اسعار التذاكر واماكن الاقامة في انغولا وصعوبة الحصول على تأشيرات دخول الى العاصمة لواندا بعدما اخذت الخارجية الانغولية علما بما قامت به جماهير الطرفين من اعمال تخريبية في مواجهتي التصفيات. ويتوقع وصول نحو مئتي مشجع مصري بحسب تقديرات الصحف المصرية والف مشجع جزائري بحسب شركة الطيران الوطنية لحضور المباراة وهو امر خلف ارتياحا كبيرا لدى السلطات الامنية في بنغيلا وان كانت الاخيرة اكدت استعدادها التام لفرض الامن وتفادي حدوث اي اعمال شغب قبل واثناء وعقب المباراة. واتفق وزيرا خارجية مصر احمد ابو الغيط والجزائر مراد مدلسي خلال اتصال هاتفي امس الاول الثلاثاء على "ضرورة التعامل الحكيم" مع المباراة. ودعت الجامعة العربية الثلاثاء ايضا الى تجاوز اي خلافات بين مصر والجزائر. وقال هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في بيان انه ينبغي "استغلال المباراة المقبلة بين منتخبى مصر والجزائر لتجاوز اي خلافات واثبات أن اواصر الود والعلاقات التاريخية بين مصر والجزائر أقوى من أن تنال منها أزمة عابرة".