طهران، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – للمرة الأولى منذ الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي، اتهمت إيرانألمانيا بأداء دور في الاضطرابات التي أعقبت الاقتراع، إذ أعلنت اعتقال ديبلوماسيَين ألمانيَين اثنين أكدت تورطهما في التظاهرات التي نظمتها المعارضة خلال إحياء ذكرى عاشوراء في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. لكن برلين نفت توقيف أي من ديبلوماسييها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن «نائب لوزير الاستخبارات» لم تذكر اسمه، إن «ديبلوماسيَين ألمانيين أوقفا خلال هذه الاضطرابات»، مشيراً الى أن ديبلوماسيين ألماناً «يديرون شبكة مرتبطة بأجهزة استخبارات ألمانية»، تضم شباناً وشابات إيرانيين لجمع المعلومات حول الأحداث في إيران. وأكد اعتقال أفراد هذه الشبكة. وأشار الى اعتقال مستشار مقرب من زعيم المعارضة مير حسين موسوي، اتهمه بالاتصال بالاستخبارات الألمانية خلال الاحتجاجات، وبنقل «معلومات سرية الى دول أجنبية». وأعلن نائب وزير الاستخبارات اعتقال حوالى ألف متظاهر خلال أحداث ذكرى عاشوراء، بينهم اكثر من 20 ناشطاً في «مجاهدين خلق» ابرز منظمة معارضة للنظام في الخارج، و14 بهائياً، إضافة الى «اكثر من 30 عضواً» في مجموعات من اليسار المتطرف. لكن الناطق باسم الخارجية الألمانية اندرياس بيشكه رفض اتهام بلاده بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، قائلاً: «لم يُعتقل أي ديبلوماسي ألماني في 27 كانون الأول». وأضاف: «إذا كانت اتهامات مماثلة ستساق على هذا النحو، ستُرفض». واللافت ان هذه الاتهامات تأتي غداة تأكيد المستشارة الألمانية انغيلا مركل أن «الوقت ينفد» أمام إيران لتجنب عقوبات إضافية، بسبب رفضها الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي بوقف برنامجها النووي، وإعلان شركة «سيمنس» الهندسية الألمانية رفضها أي طلب جديد من عملاء في إيران. لكن وكالة «رويترز» أفادت بأن شركات أخرى ألمانية، أكدت أنها لن تحذو حذو «سيمنس». على صعيد الملف النووي، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن المجتمع الدولي «لا يمكنه الانتظار إلى ما لا نهاية»، من أجل استجابة طهران المطالب الدولية. وقال بعد لقائه نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في لندن أمس أن روسيا خائبة من رد إيران على الاقتراحات التي قدمتها الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، بما فيها اقتراح تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. وأضاف: «اتفقنا على مواصلة العمل للحصول على رد إيجابي على هذه الاقتراحات. ولكن واضح أن الانتظار إلى ما لا نهاية غير ممكن، خصوصاً أن شركاءنا يتحدثون عن ضرورة مناقشة خطوات إضافية في مجلس الأمن، للوصول إلى الأهداف التي وضعها المجتمع الدولي». لكن لافروف لم يعلن تأييد بلاده فرض عقوبات جديدة على طهران. في الوقت ذاته، قال ديبلوماسي أميركي ان كلينتون ولافروف «أجريا نقاشاً مفتوحاً حول سبل التقدم في شكل مثمر على طريق الضغوط (على إيران)، خصوصاً عبر تدابير في الأممالمتحدة». وزاد ان «اجتماعهما كان بناءً جداً في روح من التعاون». وفي الكويت، أكد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني ان الولاياتالمتحدة وإسرائيل لن تجرؤا «على مهاجمة إيران». واستدرك أن الدولة العبرية «لن تجرؤ على مهاجمة إيران، لأنها تدرك أن الصواريخ الإيرانية ستحوّلها الى ارض محروقة». وأضاف في ختام زيارة للكويت استمرت 3 أيام التقى خلالها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح: «على دول المنطقة التي تؤوي قواعد عسكرية أميركية، أن تعلم أن هذه القواعد يجب الامتناع عن استخدامها ضد إيران. يجب الا تكون المنطقة قاعدة لمهاجمة إيران». وشدد على ان بلاده «لا تريد الإضرار بدول مجلس التعاون الخليجي»، معتبراً أن «الأميركيين والصهاينة يلوّحون بالفزاعة الإيرانية، للحصول على قواعد عسكرية جديدة في المنطقة والسيطرة على مواردها وبيع السلاح لدولها».