بدأت لجنة وطنية مختصة بالخدمات الصحية تفعيل الخدمة الصحية المنزلية بشكل صحيح ،أخيراً، في السعودية. وكشف رئيس مجلس إدارة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية ومستشار مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة في تبوك الدكتور سالم الضاحي ل «الحياة»، افتقار منظومة الخدمات الصحية في السعودية لكثير من مفاهيم الرعاية الصحية المنزلية العالمية، مشيراً إلى أن هذه «الخدمة الجديدة» لم تأخذ حقها بالكامل حتى الآن، على رغم احتواء بعض المستشفيات السعودية على أقسام ل «الرعاية الصحية المساعدة»، وعقد المؤسسة الوطنية للرعاية المنزلية مؤتمراً عالمياً عام 2008م للتعريف بأهمية هذه الخدمة، حضره القائمون على وزارة الصحة ونخبة من أصحاب القرارات فيها، تقدمهم حينها وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وأقروا اعتمادها لتكون خدمة صحية متكاملة، لابد أن تقدم بشكل أفضل، وأن يدرب العاملون فيها بشكل سليم حتى تتسنى لهم خدمة المجتمع بالشكل المطلوب والمتعارف عليه طبياً. وأكد في حديثه إلى «الحياة» على هامش انطلاق فعاليات ورش العمل التي تقيمها المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية، أن الهدف من إقامة فعاليات ملتقى الصحة المنزلية يكمن في ضرورة تدريب العاملين على هذه الخدمة الجديدة، مشيراً إلى أن ورش العمل المكثفة، التي يلقيها خبراء وأطباء متخصصون في برامج الرعاية الصحية المنزلية، تسهم في التعريف بأسس تقييم المرضى وتحديد حاجاتهم بالنظر للظروف الاجتماعية المختلفة، إضافة إلى كيفية التعامل مع المريض وفق الخطوات الصحيحة، وطرق تقييمه. وحمّل وسائل الإعلام مهمة التعريف بأهمية الرعاية المنزلية، وطالب القطاعات الصحية والجامعات الأكاديمية وكليات الطب بالتركيز على تدريب كوادر مؤهلة تخدم هذا المجال الذي يحتاج إلى نسبة كبيرة من الكوادر المؤهلة. وأبدى الضاحي تخوفه في بداية عمل المؤسسة «سابقاً»، من عدم تقبل المجتمع السعودي لفكرة أن يأتي أشخاص ويدخلوا المنازل ليقوموا بتقديم رعاية صحية، ولكنه عاد ليؤكد تقبّل شرائح المجتمع كافة لفكرة الخدمة الصحية. وفيما أشار إلى دراسة أعدتها عضو مركز المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية في المدينةالمنورة الدكتورة عائشة الصغير عن عمل «المؤسسة»، فاقت نتائجها التوقعات، إذ تركت التجربة انطباعاً إيجابياً بشكل كبير لدى المواطنين، شدد على أن عدد العاملين في هذه الخدمة لا يزال دون المأمول. وأشار إلى أن مجلس الخدمات الصحية خاطب «الهيئة السعودية»، وكذلك الجامعات والكليات الأهلية للمطالبة بضرورة توفير قسم خاص بالرعاية الصحية المنزلية. إلى ذلك أبدت رئيسة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية في المنطقة الغربية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، سعادتها بالنجاح والاهتمام الكبير الذي شهدته ورش العمل أمس، وأثنت على حسن التنظيم وتميز المواضيع وتنوعها، قبل أن تبدي إعجابها الكبير بالكفاءات والخبرات الفردية والجماعية التي أدارتها وشاركت فيها. وعلى خط مواز، طالبت استشاري طب الأسرة وعضو المؤسسة الخيرية للرعاية الصحية المنزلية الدكتورة مها العطا بتفعيل الخدمة بشكل أفضل مما هي عليه حالياً، خصوصاً أنها مطلب مهم وعلم قديم مستخدم عالمياً، وكشفت ل «الحياة» ظهور هذا العلم «المغيب» في السعودية في أواخر التسعينات الميلادية. وأضافت الدكتورة العطا أن ورش العمل ارتكزت على عملية تثقيف العاملين على مهارات التواصل مع المرضى، وكيفية تأثر لغة الجسد في التعامل معهم، مع الأخذ في الاعتبار إيضاح المعنى السامي للعطاء دون مقابل. وشددت على ضرورة تثقيف العاملين في الرعاية الصحية وعائلات المرضى المقيمين في منازلهم بكل الضروريات والواجبات المطلوبة لتوفير بيئة أفضل للمريض، ومساندته، ودعمه، ومنحه الأمل في تجاوز محنته.