أعلنت السلطات العراقية أمس انحساب القوات الإيرانية من بئر «فكة» النفطي على الشريط الحدودي بين البلدين وقالت: «تمت إعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل دخول هذه القوات الى الأراضي العراقية»، وسيتم لاحقاً تحديد من يملكه. وكانت قوات إيرانية عسكرية مدعومة بالدبابات سيطرت في 18 كانون الأول (ديسمبر) الماضي على بئر فكة في محافظة ميسان ورفعت عليه العلم الإيراني لكنها عادت بعدها وانسبحت 50 متراً عن البئر وظلت داخل الأراضي العراقية. وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس «أن القوات الإيرانية انسحبت من بئر الفكة الرابع الى مواقعها الأصلية قبل التجاوز». وأبلغ وكيل وزارة الداخلية العراقية لشؤون الحدود الفريق أحمد الخفاجي «الحياة» أن «القوات الإيرانية غادرت منطقة الفكة صباح الأربعاء (أمس) وأعادت الأمور الى ما كانت عليه قبل دخولها»، مشيراً الى أن «المشكلة الحدودية مع إيران تم حلها في شكل كامل». وأوضح الخفاجي ان القوات العراقية «باقية في مخافرها الحدودية ولم تتحرك بسبب دخول القوات الإيرانية لذا لا توجد أي ترتيبات أمنية جديدة على الحدود مع إيران». وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة ميسان سرحان سالم ل «الحياة» إن «القوات الإيرانية سحبت الآليات العسكرية كافة التي كانت في الحقل وأزالت المخلفات». وأوضح أن «المخلفات كانت عبارة عن ساتر ترابي أنشأته القوات الإيرانية أثناء وجودها في الحقل». وكانت الحكومتان الإيرانية والعراقية أعلنتا قبل نحو أسبوعين انسحاب القوات الإيرانية في شكل كامل الى المواقع التي انطلقت منها فيما يؤشر الاعلان العراقي الجديد الى ان تلك القوات كانت حتى الأربعاء داخل الأراضي العراقية. وأشار سالم الى أن «الإنسحاب جاء بناء على الإتفاق الإيراني مع الحكومة المركزية في بغداد الذي قضى بسحب القوات في شكل كامل إلى حين ترسيم الحدود بين البلدين». وفي شأن نية الحكومة العراقية تكثيف الوجود الأمني العسكري لمنع تكرار ذلك مستقبلاً بين سالم أن «هذا الأمر يعود الى بغداد كونه يتعلق بسيادة البلد ككل وليس بمحافظة واحدة». وزاد أن «البئر رقم 4 هو بئر قديم وبقربه جدران كونكريتية تدل على عائديته للعراق». وأكد وزير الخارجية هوشيار زيباري في تصريحات صحافية الثلثاء الماضي أن «الجانب الإيراني أبلغنا بأن قواته ستنسحب منها في شكل كامل من الأراضي العراقية، في وقت لاحق إلى المواقع التي كانت فيها قبل الثامن عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي داخل الأراضي الإيرانية». ولفت زيباري إلى أن «الاتفاق الذي جرى خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الأخيرة إلى بغداد ينص على تطبيع الأوضاع بين البلدين من خلال تفعيل اللجان المشتركة لترسيم الحدود»، مبيناً أن «الحكومة العراقية أرسلت قبل أيام لجاناً لترسيم مواقع الدعامات الحدودية، إلا أنها أوقفت عمل تلك اللجان بعد اكتشافها عدم انسحاب الجانب الإيراني من الأراضي العراقية عند البئر الرابعة من حقل الفكة في شكل كامل».