كشف وزير العمل الدكتور غازي القصيبي، عن توجه وزارته لتنفيذ برنامج تنسيقي بين برامج وصناديق أنشأتها الحكومة، أو أنشئت من جانب شخصيات أو رجال أعمال سعوديين. تتبنى تمويل المشاريع الصغيرة لتوفير فرص عمل للمواطنين والمواطنات من فئة الشباب، معتبراً أن الهدف من هذا البرنامج الذي ستتبناه وزارته، هو «التنسيق ونقل الخبرات بين هذه البرامج، حتى لا يكون هناك تعارض أو تضاد بينها». وقال إن «وزارة العمل قطعت شوطاً في مشروع البرنامج التنسيقي، الذي ستظهر ملامحه قريباً، بعد أن بدأ كثير من هذه البرامج في العمل». وانتقد القصيبي، في كلمة ألقاها في الحفلة السنوية الأولى لصندوق «الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات»، التي رعاها أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، أمس، «مَن يعتبرون عمل المرأة ترفاً، ورغبة منها في الخروج من المنزل، وتقليد النساء في الغرب»، واعتبر عملها «حاجة ماسة، خصوصاً للمطلقات والأرامل»، مبيناً أن «المعونات الموسمية أو الشهرية التي تقدمها الجهات الخيرية لهذه الأسر غير فاعلة، وتنتهي في وقتها». وقال: «لا يعين مثل هذه الأسر سوى العمل»، مؤكداً أن المرأة العاملة «تهتم في أبنائها، وترعى شؤون بيتها أكثر من التي تنام الليل والنهار»، مبيناً أن بطالة النساء «لا يمكن القضاء عليها إلا بتوفير العمل الذي يناسبها». وأضاف أن «توفير مشاريع صغيرة للنساء هو الحل الأمثل للقضاء على هذه البطالة»، مشيراً إلى مئات المؤسسات الصغيرة الموزعة في مناطق المملكة التي «تدار بأيد غير سعودية، ولو تمت إدارتها من جانب السعوديات لتم القضاء على البطالة». وأكد أن البطالة في السعودية «تمثل نحو 10 في المئة في مجموعها الكلي بين الشبان والفتيات، فيما يمثل معدل البطالة بين الشبان 6.8 في المئة، وتصل النسبة للفتيات إلى 26.9 في المئة»، مضيفاً أن «معظم العاطلين من الشبان هم من غير المؤهلين، فيما ينعكس الوضع بالنسبة للفتيات، فمعظم العاطلات هن من المؤهلات تأهيلاً عالياً». وقال: «إن الآلية التي تتبعها وزارة العمل في التعامل مع بطالة الشبان، تختلف عن المتبعة في القضاء على بطالة الفتيات، فالوزارة تكثف برامج التدريب للشبان، لتأهيلهم لدخول السوق، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص في التدريب والتوظيف والعمل، فيما تعمل على تهيئة مكان وبيئة العمل المناسبة للفتيات، لتضمن عدم الاختلاط مع الرجال». واعتبر أن مشكلة الوزارة هي «توفير عمل للفتيات في أماكن خاصة بالنساء، أو العمل مع الرجال لكن عن بعد ومن دون اختلاط»، معتبراً مثل هذه الرؤى في توفير عمل للمرأة السعودية هي «طريق المستقبل في توظيف أعداد كبيرة من النساء». وقلل القصيبي من أهمية تأنيث محال المستلزمات النسائية، التي ستقضي على البطالة النسائية، قائلاً: «لن يوفر التأنيث أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل لو طبق في المحال كافة على مستوى البلاد، وهذا ليس حلاً سحرياً لبطالة النساء في السعودية»، مبيناً أن القصد من قرار التأنيث عندما صدر من مجلس الوزراء «ليس القضاء على البطالة النسائية، بقدر ما يوفر الخصوصية للمرأة عند شراء احتياجاتها». بدوره، أوضح الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، ان فكرة إنشاء الصندوق «جاءت لدعم مشاريع المرأة، وفتح مجالات أوسع لعملها، وإيجاد فرص عمل لها». واعتبر في كلمة ألقاها تحول المرأة السعودية من باحثة عن عمل إلى صانعة له «جاء من خلال إنشاء صندوق الأمير سلطان لدعم مشاريع السيدات». وعده «منظومة متكاملة من التأهيل والتدريب والتمويل». وفي نهاية الحفلة تم تكريم الداعمين للصندوق.