قال صالح مسلم رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سورية، أن «داعش» تنظيم متعدد الرؤوس والأجسام، معتبراً أن «داعش» الذي يقاتل الأكراد هو «آلة تدمير تركية» هدفها تغيير الواقع الديموغرافي في مناطق الأكراد. وأضاف أن صمود عين العرب (كوباني) فاجأ أنقرة التي راهنت على سقوطها. وكان مسلم يتحدث إلى «الحياة» التي التقته في بروكسيل، وسألته عن سير المواجهة مع «داعش» وعلاقة أكراد سورية بالنظام وبعض القوى الإقليمية المعنية بالوضعين السوري والكردي. وتنشر «الحياة» الحديث على حلقات بدءاً من اليوم (للمزيد). ونفى الزعيم الكردي وجود أي تنسيق سياسي مع النظام الذي «فقد شرعيته ويلفظ أنفاسه». كما نفى أن يكون الجيش النظامي السوري أخلى طوعاً مواقع في المناطق الكردية في سورية، مؤكداً أن أجهزة الأمن انسحبت قسراً من تلك المناطق. وقال مسلم أن حزب «البعث» هو سبب الخراب في سورية والعراق والمنطقة. وأردف أن «الجمهورية العربية السورية جلبت إلى السوريين البلاء، فلنجرّب الجمهورية السورية الديموقراطية». وأكد معارضته تقسيم سورية، لافتاً إلى أن الخروج من محنتها الحالية غير ممكن إلا على قاعدة تبادل الاعتراف بين المكونات في ظل الديموقراطية. وشدد على رفض أي عودة إلى هيمنة قومية واحدة أو حزب واحد أو مذهب، وتحدّث عن الظلم الذي لحق بالأكراد في القرن العشرين وأسفر عن «خرائط لا تعبّر عن الواقع». وذكر أن سياسة العداء للأكراد مستمرة في سورية منذ عقود، لكنها اتسمت في عهد الرئيس بشار الأسد ب «أسلوب التحدّي». وعزا المواجهات التي حصلت في ربيع 2004 إلى قرار اتخذه النظام ب «تأديب الأكراد» بعد الغزو الأميركي للعراق، وموقف الأكراد هناك. وروى أنه زار رئيس شعبة الأمن السياسي اللواء غازي كنعان حاملاً إليه مطالب كردية، فأمر باعتقاله وأوكل إلى الجهة التابعة للواء علي مملوك مهمة تأديبه وتعذيبه. وتطرّق إلى «اتفاق الاستسلام» في مدينة أضنة التركية وقصة مغادرة عبدالله أوجلان زعيم «حزب العمال الكردستاني» سورية، ووقوعه في أيدي الأتراك. وقال أن الثورة الحقيقية في سورية حدثت في مناطق الأكراد حيث يتبلور حل ديموقراطي، في حين أن ما تشهده مناطق أخرى هو «صراع على السلطة». وانتقد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، معتبراً أن لا مستقبل له ما دام يقيم في إسطنبول وتُحرِّكه تركيا. واتهم أطرافاً منه بالتعاطف مع «داعش»، واعتبر أن بيان «جنيف 1» يصلح للانطلاق منه إلى الحل، مشدداً على أن التغيير في سورية يجب أن يكون جذرياً وشاملاً. وكشف أن حزبه رفض نصائح إيرانية دعته إلى الجلوس في «أحضان النظام الذي لا يعترف بوجودنا أو حقوقنا». وقال أن أكراد إيران مضطهدون ومحرومون من حقوقهم، والوضع في مناطقهم متوتّر وقابل للانفجار في أي ساعة. وتحدّث صالح مسلم عن معركة كوباني، ومقتل نجله فيها على يد قناص من «داعش». وروى أنه أتقن العربية لأن المُدرِّس كان يضربه ويستولي على مصروفه الشخصي إذا تحدث بالكردية.