* من فلسطين جئت. من مهد الصلاة والأنبياء. لم تحمل في جعبتك سوى تلك الصورة... صورة درب الجلجلة والآلام بدءاً من السيد المسيح حتى شعب فلسطين... وكنت واحداً منهم. احتل الإسرائيليون فلسطين واحتلوا ذكرياتك والمنزل والأزقة وشجر الزيتون. ارتحلت مع العائلة ولم تستقر حتى اليوم الأخير. مارست نضالك بإيمان بعد أن أسست شركة صغيرة لتصبح في ما بعد شركة مقاولات عملاقة برفقة رفيق دربك والحامل أهدافك المعلم سعيد خوري. بذلت الحد الأقصى من العطاء فكنت الإنسان كما كتب عنه الإنجيل والقرآن ولم تُفرق. قدمت لفلسطين ما لم تستطع فلسطين أن تقدمه لشعبها في ظل احتلال وقدمت للإنسانية أسمى العطاء فكنت المعلم والقدوة... حين كنت برفقة سهيل حاولت الاطمئنان عليك في مستشفى «كليفلند» والاستماع الى صوتك... لامست يدك المتعبة من وجع الأرض والجسد... فلم تقوَ. أعتذر منك يا أبا سهيل أشدّ الاعتذار على تأخري في لقائك ومصافحتك وسماع صوتك... لكنني على الأقل وقبل ذلك الرحيل رأيت وجهك الطيب. ما يفرحني أنّ رسالتك ستبقى مستمرة وكأنك لم ترحل أبداً. حسين بزي - الولاياتالمتحدة * جبل كالكرمل تشمخ في عليائك للخير يد بيضاء على الفقراء تسيلُ للمتعلمين سند في عطائك مدد يتغنّى بها رعيل فرعيلُ يا بحر حيفا ليتك سامعي أوَليت قلبك الجريح لي يميلُ لأخبرك عن لاجئ، مهاجراً، معانداً في الحق، وللحق معه دليلُ دليله من بيروت يسطعُ واحسيباه أحسبت بيروت تنساك وأنت الأصيلُ وفي الخليج آبار خير حفرت، تذكرك كويتٌ ومملكةٌ يسكنها الجميلُ واليمن السعيد حزينٌ ليومك تعزّيه صلالة، فتبكيك في الفرات نخيلُ وافلسطيناه، واقدساه، واصفداه أضفري لابنك البار من الغار إكليلُ محمد موسى موسى - لبنان