تجددت المواجهات في دارفور وقال الجيش السوداني إنه صد هجوماً شنه المتمردون على منطقة دفاق جنوبالإقليم وكبّدهم «خسائر فادحة» في الأرواح والمعدات، وذلك قبل نحو ثلاثة أسابيع من بدء جولة جديدة من المحادثات بين أطراف النزاع في الإقليم لإقرار تسوية تنهي الحرب في المنطقة. ونقل مركز صحافي حكومي عن مصدر عسكري ان القوات المسلحة السودانية استطاعت أن تكبّد فصيلاً من المتمردين يتزعمه أحمد عبدالشافع خسائر فادحة في الأرواح والمعدات في منطقة دفاق في ولاية جنوب دارفور. وأكد أن المتمردين هربوا إلى خارج المنطقة وشوهدوا وهم يحملون جرحاهم. وقال إن القوات الحكومية تبسط سيطرتها على كل مداخل ولاية جنوب دارفور ومخارجها. لكن قائد قوات فصيل «حركة تحرير السودان» إبراهيم عمر قال في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه أمس إن الجيش وميليشيات من «الجنجاويد» هاجموا مواقع لهم إمتداداً لهجوم آخر في مطلع الشهر بمساندة غطاء جوي على مناطق مووام هشابة وأم سليلو وحلة عباس من طريق ثلاثة محاور من مناطق مليط والصياح والمالحة، موضحاً أن الجيش تجاوز مناطق تواجد قوته. وأعلن سقوط عشرة قتلى من المدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين ونزوح المئات من ديارهم. وأضاف عمر أن مقاتليه طاردوا الجيش حتى قرب مدينة مليط في شمال دارفور ولم تتمكن من الاشتباك معه، ولكن في اليوم التالي هاجمت ميليشيا «الجنجاويد» مناطق أم هشابة وريل وأم كترأ وأبو جيرة في شرق مليط وأقتادت عشرة مواطنين إلى منطقة الكومة التي تعتبر معقلاً لهم. وأفادت مصادر مطلعة أن المنطقة التي انطلق منها الهجوم قريبة من حدود السودان مع افريقيا الوسطى. وكانت تقارير صحافية ذكرت ان المتمردين يسعون الى فتح جبهة قتال جديدة من جهة الحدود مع افريقيا الوسطى بعد أن كانت كل تحركاتهم في السابق تنطلق من الحدود مع تشاد المجاورة. وفي سياق متصل، رجّحت الحكومة السودانية أمس التوصل إلى تسوية لمشكلة دارفور خلال جولة المفاوضات المقبلة في الدوحة نهاية الشهر الجاري، ورأت أن المناخ مواتٍ لأن تكون الجولة حاسمة، وحذرت من أن كل من يرفض المشاركة فيها «سيعزل من الترتيبات السياسية المقبلة». وتوقع الناطق باسم الخارجية السودانية المستشار معاوية عثمان خالد أن تشهد جولة المفاوضات المقبلة في الدوحة تقدماً يمكن أن يوصل إلى تسوية نهائية لجهة الدعم الدولي المبذول لدفع عملية السلام مع توافر الارادة السياسية، مشيراً إلى أن الأرضية جاهزة في الوقت الحالي لأن تكون الجولة أخيرة. بيد أن القيادي في «حركة العدل والمساواة»، الدكتور جبريل إبراهيم أكد أن حركته لم تبلغ رسمياً باستئناف مفاوضات السلام سواء من الحكومة القطرية أو الوسطاء، وقال ان حركته «دائماً مستعدة للحوار والسلام إذا صدقت نيات الحكومة واتبعت الأقوال بالأفعال»، متهماً اياها بأنها غير راغبة في حل أزمة دارفور ومشغولة بالانتخابات. وكانت ثلاث حركات مسلحة من إقليم دارفور وقعت أول من أمس اتفاقاً في العاصمة المصرية برعاية أميركية تؤكد فيه التزامها الحل السلمي باعتباره «أفضل الخيارات» لحل أزمة دارفور. والحركات هي «حركة العدل والمساواة الديموقراطية» و «جبهة القوى الثورية المتحدة» و «الجبهة المتحدة للمقاومة». على صعيد آخر، راجت في الخرطوم على نطاق واسع أمس معلومات أن نائب الرئيس رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت قُتل رمياً بالرصاص في مقر اقامته في جوبا عاصمة اقليمالجنوب الذي يتمتع بحكم ذاتي. لكن وكالة الانباء السودانية الرسمية بثت رسائل قصيرة على أجهزة الهواتف النقالة أن سلفاكير وصل الى العاصمة الاوغندية كمبالا في زيارة قصيرة تستغرق يوماً واحداً يجري خلالها محادثات مع الرئيس الاوغندي يويري موسفيني. وقال مسؤول كبير في حكومة الجنوب ل «الحياة» إن سلفاكير سيعقد مؤتمراً صحافياً لنفي إشاعة مقتله. وكان زعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» جون قرنق قتل في تحطم مروحية اوغندية عندما كان في طريقه من كمبالا إلى جنوب السودان عام 2005.