لم تقف الإعاقة عقبة في طريق فريق صناع الإرادة، بل تغلبوا عليها من خلال اتحادهم لتحويل محافظة جدة إلى مدينة مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تطوير البيئة العمرانية فيها وفقاً للمعايير والمقاييس العالمية، بما يمكن المعوقين والمعوقات من التحرك فيها من دون أي عوائق، إضافة إلى تدريب وتأهيل تلك الشريحة للحصول على الكفاءة المطلوبة تسهل عليهم الاندماج في المجتمع. وركز الفريق على توعية الأسر والمجتمع بتقبل ذوي الإعاقة الحركية والتعامل معهم كأفراد منتجين، من طريق الأنشطة التي ينفذونها لمساعدة كل معوق حتى لا يشعر أنه بمفرده، «وأن هناك الكثيرين ممن يعيشون ظروفه». وأوضح سمير عبدربه (أحد أعضاء فريق صناع الإرادة) أن فريقهم تكوّن قبل نحو عامين بخمسة أشخاص فقط، فيما وصل عددهم الآن إلى 30 عضواً ما بين الشبان والفتيات الذين يعانون من الإعاقة حركياً، مشيراً إلى أن فكرة تأسيس الفريق انطلقت حين جمعت الظروف عدداً منهم في أحد الأندية الرياضية لمزاولة كرة السلة « فانطلقت الأحاديث والأفكار حول المعاناة التي يعيشها المعاقون حركياً خلال مواجهتهم المجتمع، وممارستهم الحياة اليومية». وأكد عبد ربه أنه يجب ألا تقف الإعاقة أمام تلك الشريحة الواسعة في المجتمع، موضحاً أنهم قرروا إنشاء فريق أطلق عليه صناع الإرادة لمساعدة ومساندة المعاقين حركياً، «خصوصاً ممن أصيبوا بالإعاقة حديثاً لافتقادهم الخبرة في كيفية التأقلم صحياً ونفسياً مع وضعهم الجديد». وذكر عبدربه أن فريقهم يضطلع بالعديد من الأدوار والأنشطة في مقدمها توظيف المعاق، مفيداً أنه حمل على عاتقه هذه المهمة باستغلال علاقاته الاجتماعية وبحكم عمله ونشاط والده. وقال: «خاطبت الجهات المختصة لتجهيز الأماكن العامة وجعلها ملائمة للمعاق، ونظمنا حفلة في أحد المراكز التجارية الشهيرة في المحافظة، ودائماً ما ينصب تركيزنا على الأطفال، حتى نبني جيلاً جديداً يتقبل وجود الشخص المعاق معه ويصبح الأمر عادياً لديه». لافتاً إلى أن «صناع الإرادة» يعمل أيضاً على توفير كل ما يلزم المعاقين حركياً من الكراسي المتحركة والأدوية وغيرهما.