تواصلت المواقف من تصريح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي أبدى فيه خشيته من «هروب إيراني الى الأمام» في إشارة الى عمل أمني يمكن أن يقوم به «حزب الله» في الجنوب، وكذلك من التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان. وقالت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية بهية الحريري ان «لدينا عدواً واحداً هو اسرائيل، ولا أحد يستطيع ان يعرف خططه العدوانية، لكن عندما نكون متماسكين داخلياً نستطيع الوقوف بوجهه». وأملت بأن «لا تحصل الحرب ولكن هذا احتمال، فمع اسرائيل لا يوجد أمان ولم نتعود منها الا الغدر». ورأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله خلال احتفال تأبيني في بلدة كفر دونين أمس، أن تصريحات كوشنير «تشكل استهدافاً للبنان وحكومته وبيانها الوزاري، وهي محاولة مكشوفة لتبرير تصعيد التهديدات الإسرائيلية التي لم تعد تخيف لبنان وللتغطية على الخروق والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً والتي تتم أمام مرأى القوات الدولية «يونيفيل» ومسمع الأممالمتحدة»، وقال: «لا ندري ان كان كوشنير يسمع ببياناتها او يطلع عليها وهو يستطيع ان يسأل وحدة بلاده المشاركة مع «يونيفيل» حيال استمرار هذه الخروق لسيادتنا من دون ان نرى تحركاً للتصدي او لمواجهة هذه الخروق». وأضاف: «في الوقت الذي نقدر فيه كل الأصوات التي تعالت في لبنان في وجه هذه التصريحات المنحازة والمجافية للحقيقة، نرى ان من المطلوب ان نواجه جميعاً هذه المواقف بوحدة الموقف والتوجه على المستوى الرسمي والسياسي والشعبي، لأننا عندما نسمع مثل هذا الكلام نرى فيه الانحياز الى العدو الإسرائيلي». وتابع: «بالأمس القريب أقر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان بالتواطؤ الفرنسي - الأميركي لإحداث تغييرات سياسية في لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي كانت تهدف الى بناء سلطة في لبنان خاضعة للإدارة الأميركية لكنهم فشلوا وفشلت هذه المحاولة وهذا الموقف الأميركي يبين ان الكثير من الأحداث ومن التطورات التي حصلت في لبنان في السنوات الأخيرة كانت بتدخل أميركي مباشر». واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي» في بيان أمس، أن الموقف الذي صدر عن كوشنير و «الذي حمّل فيه المقاومة مسؤولية أية أحداث تؤدي لعدوان صهيوني مقبل على لبنان، هو موقف خطير». وأكد أن «خطورة الموقف لا تقتصر على اتهامه المقاومة وتأكيده نية إسرائيل بالاعتداء على لبنان، بل في سلوكه وفي أدواره المشبوهة خلال الأزمة اللبنانية الأخيرة»، معتبراً أن «موقف الوزير كوشنير، الذي تزامن مع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لباريس، ينطوي على رسالة إسرائيلية مسجلة بصوت كوشنير». وعا فرنسا الى إصدار توضيح رسمي يدحض موقف وزير خارجيتها، خصوصاً أن المواقف التي عبر عنها الرئيس نيكولا ساركوزي لجهة تأكيد دعم فرنسا لبنان بمعزل عن رأي أميركا وإسرائيل، تتعارض كلياً مع موقف كوشنير الذي يتحدث بلسان إسرائيل. وتوقف عضو كتلة «المستقبل» النائب زياد القادري عند زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري فرنسا، فأكد «أهميتها في الشكل والمضمون، لا سيما أنها كرست الدعم الفرنسي للبنان في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، كما شكلت محطة مهمة للتشاور بين البلدين في عدد من القضايا الاستراتيجية، بدءاً بالعلاقات اللبنانية - السورية، مروراً بالصراع العربي - الإسرائيلي وآفاق عملية السلام، وانتهاءً بالدور الإيراني في المنطقة». وشدد على أن «الزيارة أتت في لحظة إقليمية دقيقة، وهدفت كما كل الزيارات الخارجية الناجحة التى قام بها الرئيس الحريري، الى استكمال بناء شبكة أمان إقليمية ودولية حول لبنان، وإلى توجيه رسالة واضحة الى المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته لناحية لجم نيات إسرائيل العدوانية تجاه لبنان، كما كانت مناسبة عكس فيها الرئيس الحريري وحدة الموقف اللبناني الرسمي إزاء مواجهة الخطر الاسرائيلي، وأكد فيها الالتزام بالقرار 1701». واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب هاني قبيسي ان «اسرائيل تفتقد الجرأة في هذه الأيام لتقوم بأي اعتداء»، لافتاً الى أن «تصريحات بعض وزراء خارجية الدول الأوروبية التي تطلق يومياً تمهد الطريق لإسرائيل وتعطيها صك براءة وتصورها بأنها ليست المعتدية». وسأل في احتفال أمس: «هل كان لبنان معتدياً في يوم من الأيام؟ نقول لا، لبنان لن يعتدي على أحد في يوم من الأيام بل إسرائيل هي المعتدية ولم تعترف يوماً بالقرارات الدولية او تلتزم بها».