يسدل الستار اليوم (الاثنين) على مباريات الدور ربع النهائي من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في أنغولا حتى 31 الجاري، إذ تلتقي مصر مع الكاميرون وزامبيا مع نيجيريا. وتتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة صوب ملعب السيد داجراشا في مدينة بنغيلا الذي يشهد نهائياً باكراً بين «الفراعنة» و «الأسود» إذ شاء حظهما العاثر أن يلتقيا في مرحلة متقدمة، ما يعني أن البطولة ستشهد اليوم خروج أحد المرشحين للفوز بالكأس، علماً بأنهما التقيا مرتين في بطولة «غانا 2008» وفازت مصر 4-2 في مباراة الدور الأول ثم كررت فوزها في النهائي 1- صفر بالهدف التاريخي لمحمد أبو تريكة أبرز الغائبين عن التشكيلة المصرية في البطولة الحالية. وكان حامل اللقب المنتخب المصري الوحيد في الدور الأول ل «أنغولا 2010» الذي حصد العلامة الكاملة «9 نقاط» بالفوز على نيجيريا وموزمبيق وبنين على التوالي ما جعله في صدارة المجموعة الثالثة. وتمثل مواجهة اليوم مفترق طرق للكرة المصرية إذ ان الهزيمة تعني نهاية حلم الجيل الذهبي المتمثل في عصام الحضري وأحمد حسن وعماد متعب ومحمد زيدان وحسني عبد ربه ووائل جمعة وغيرهم في التتويج باللقب الثالث على التوالي، كما أنها تمثل ضربة موجعة للجماهير المصرية التي تأمل في الفوز بالبطولة لتعويض الخروج الدرامي من تصفيات كأس العالم، ويخوض «الفراعنة» لقاء اليوم بقوتهم الضاربة بعد تماثل قائد الفريق أحمد حسن والمدافع هاني سعيد إلى الشفاء، وكان حسن الملقب ب «الصقر» يعاني من إجهاد في العضلات، وهو ما أجبر الجهاز الفني والطبي للمنتخب المصري على عدم إشراكه في التدريبات ليتماثل للشفاء، بيد أن حسن أصبح جاهزاً وشارك في تدريب أمس «الأحد» وينطبق الأمر ذاته على هاني سعيد الذي لم يشارك في مباراة بنين لإصابته بكدمة، لكنه شارك بالفعل في تدريبات السبت الماضي. وقال حسن: «فضلت عدم التدريب السبت لإراحة العضلات ثم شاركت في التدريب الرئيسي أمس». ورفض حسن التقليل من شأن المنتخب الكاميروني مؤكداً قوته في كل الظروف «الكاميرون ليس فريقاً سهلاً كما يتصور البعض حتى وإن بدا مستواه أقل مما كان عليه عام 2008». وأضاف: «اسم الكاميرون وحده يكفي لاحترامه». من جانبه، يؤكد مهاجم دورتموند الألماني المصري محمد زيدان أن منتخب بلاده متحفز لإقصاء الكاميرون من ربع النهائي. وقال زيدان في تصريح لموقع الاتحاد الأفريقي (الكاف): «منتخب مصر هو حامل اللقب ويلعب دائماً من أجل الفوز للاحتفاظ باللقب ولا نخشى مواجهة أي فريق ولكن نحترم كل المنافسين ولدينا خبرة كبيرة والعزيمة والإصرار لتحقيق الفوز». وأضاف: «نتدرب بمنتهى القوة ومعظم النجوم لديهم خبرة كبيرة ونعلم تماماً أننا في مرحلة مهمة جداً ولا بديل عن الفوز، لأن الخاسر سيودع البطولة ونحن في قمة التركيز وسنلعب تحت شعار «إما الفوز وإما أن تخسر كل شيء» ولن نتنازل عن التأهل للدور التالي والاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي». وخاض المنتخب المصري 82 مباراة منذ انطلاق كأس الأمم الأفريقية فاز في 45 وتعادل في 15 وانهزم في 22، وسجل 135 هدفاً كان آخرها هدف عماد متعب في مرمى بنين، ومني مرماه ب77 هدفاً آخرها هدف أوباسي النيجيري، بحسب آخر ترتيب للاتحاد الدولي «الفيفا» في الشهر الماضي يحتل المنتخب المصري المركز ال 24 عالمياً . من جهته، يريد المنتخب الكاميروني فك عقدة نظيره المصري الذي حرمه من بلوغ مونديال 2006 بعدما تعادلا 1-1 في ياوندي ما منح بطاقة المجموعة إلى كوت ديفوار ثم هزمه مرتين في «غانا 2008» وتوج المصريون باللقب الأفريقي على حساب الكاميرون بالذات عامي 1986 و2008، وبلغ الكاميرون ربع نهائي «أنغولا 2010» بعدما احتل المركز الثاني في المجموعة الرابعة بعد منتخب زامبيا الذي احتل الصدارة. ولم يقدم «الأسود» مستواهم المعروف في البطولة، إذ سقطوا أمام الغابون 1- صفر قبل أن ينتفضوا ويتخطوا زامبيا بصعوبة 3- 2، وجاء التعادل أمام تونس 2-2 لينقذهم من «فضيحة» الخروج الباكر. وقال لاعب وسط المنتخب الكاميروني ونادي أرسنال الإنكليزي الكسندر سونغ إن منتخب بلاده سيواجه المنتخب المصري اليوم من دون فكر ثأري. وأشار سونغ في تصريحات إلى الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي: «ما حدث في 2008 يختلف تماماً عما نحن فيه في 2010، إذ تطور أسلوب اللعب». وأكمل: «من الخطأ أن ندخل اللقاء ونحن نفكر في الثأر، هذا سيعمينا عن حقيقة الأمر، في 2008 خسرنا أمام مصر، ولكننا يجب أن ننظر إلى الأمور بشكل مختلف في هذا الوقت». وأضاف سونغ الصغير: «يجب أن تكون لدينا عقلية تقبل الهزيمة في عالم الرياضة، لا يوجد فريق يفوز على طول الخط، نحن محترفون ويجب أن نأخذ كل مباراة على حدة، ونترك الأمور الفنية للمدرب إذ هو من يقرر من سيلعب وكيف نلعب». وأحرز لاعبوه 103 أهداف ودخل مرماه 60 هدفاً، وتضم قائمة الكاميرون 23 لاعباً جميعهم محترفون (8 فرنسا، 3 إسبانيا، 3 إنكلترا، 3 ألمانيا، 2 تركيا، ولاعب في كل من إيطاليا وهولندا وسويسرا، والنمسا). وأعلنت لجنة الحكام في الاتحاد الأفريقي اختيار الحكم الجنوب أفريقي دايمون غيروم لإدارة مباراة مصر والكاميرون، ويعاونه مواطنه موليفي اينوك (مساعد أول) والرواندي اجومجيرا سيليستين. وسبق لدايمون أن أدار لقاء مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم بالقاهرة وانتهى بفوز مصر 2- صفر. موقعة زامبيا ونيجيريا ويحتضن ملعب ألتو دا شيلا في مدينة لوبانغو المواجهة الصعبة بين زامبيا ونيجيريا، وفجر منتخب زامبيا «الرصاصات النحاسية» مفاجأة كبيرة بقيادة مدربه الفرنسي الشاب هيرفي رونار، إذ منحه فوزه على الغابون 2-1 في الجولة الأخيرة من الدور الأول صدارة المجموعة الرابعة، على رغم أنه دخل اللقاء وفي جعبته نقطة وحيدة من التعادل مع تونس والهزيمة أمام الكاميرون، ولكن لعبة الحسابات منحته الصدارة على حساب الأسود الكاميرونية. ويعد بلوغ ربع النهائي أبرز إنجاز لزامبيا منذ تألقها في جنوب أفريقيا عام 1996 واقتناص المركز الثالث على حساب غانا وتزعم نجمها الكبير وقتها رئيس اتحادها الحالي كالوشا بواليا قائمة هدافي البطولة برصيد 5 أهداف، فيما تجاوز «نسور نيجيريا» صدمة الخسارة الثقيلة أمام مصر في مستهل مشوار البطولة وحققوا فوزين على بنين 1- صفر بفضل ركلة جزاء مهاجم إيفرتون الإنكليزي يعقوبو إيغبيني ثم ثلاثية النجمين بيتر أوديموينجي (هدفين) ومارتينيز في شباك موزمبيق وصاحبوا مصر إلى ربع النهائي، ولدى مدربهم الوطني شعيبو أمادو أمل كبير بتجاوز زامبيا وبلوغ نصف النهائي في انتظار إعادة تتويجهم للمرة الثالثة بعد 16 عاماً. وسيكون لقاء اليوم هو الخامس بين المنتخبين طوال تاريخهما في البطولة، إذ كان اللقاء الأول في الدور الأول للنسخة 11 في غانا عام 1978 وانتهى بالتعادل السلبي، بعدها بأربعة أعوام في ليبيا حقق المنتخب الزامبي أكبر فوز في لقاءات المنتخبين (3- صفر) في الدور الأول أيضاً، ورد منتخب نيجيريا بفوزين متتاليين في نصف نهائي نسخة الجزائر 1990 بهدفين نظيفين ونهائي نسخة تونس 1994 بهدفين لهدف. وتقابل المنتخبان ودياً قبل انطلاق البطولة بأيام في مدينة دربان الجنوب أفريقية وتعادلا من دون أهداف. يدير لقاء اليوم الحكم المصري عصام عبدالفتاح الذي قاد لقاء الافتتاح بين أنغولا ومالي وانتهى 4-4.