الصحافة لا تعني بالنسبة له وظيفة بقدر ما هي أسلوب حياة، يوضح في هذه «الدردشة» ما يشاع بأن «الجزيرة» توزّع مجاناً على طلاب الجامعات، ويكشف سبب إعلانها لأرقام مبيعاتها.فهد العجلان نائب رئيس تحرير يحلم بأن يرى الصحافي قادراً على مواجهة ما سماه ب«إحباطات المهنة». هل يوجد صراع أجيال في الوسط الصحافي؟ - لا يوجد صراع بل على العكس العلاقة بين الجيلين، استفادة واكتساب خبرة من جيل عاصر التقدم الحاصل في البلد، وجيل يكتسب من خبرات من سبقه، وهي علاقة استرشاد أكثر منها اختلافاً. هل الاسترشاد بالجيل القديم يمنع الاختلاف معهم؟ - الاختلاف موجود، وليس بالضرورة أن يكون مع أناس بعينهم، لكن مساحة الحوار وشفافية رؤساء التحرير وقبولهم بالاستماع إلى آراء قد تكون مغايرة لآرائهم، تولد حراكاً في المهنة وهو المطلوب. في رأيك هل ممارسة المهنة لها علاقة بالأجيال، أم بثوابت مهنية تطبق على الجميع؟ - العمل المهني لا علاقة له بالأجيال، فهناك شروط لممارسة المهنة تنطبق على الجميع، الجيل السابق والحالي والقادم، اختلاف الرؤى لا أنكر وجوده كما أسلفت لك، لكن يبقى المعيار المهني هو الأساس. من المسؤول عن تحديد هذا المعيار، كليات الإعلام أم الخبرة التراكمية المتولدة من ممارسة المهنة؟ - يفترض أن تكون مسؤولية جماعية، وأعتقد أن مركز الأمير أحمد بن سلمان الإعلامي يقوم بدور مؤثر في هذا الجانب، أما كليات الإعلام فهي مطالبة بإيجاد علاج جذري لطلابها، حتى لا تكون «محطة ركاب بلا تذاكر»، نحن لدينا أزمة في الكوادر الجيدة. لكن بعض الصحافيين يصاب باليأس والإحباط في بداياته، نتيجة لشح الفرص الحقيقية؟ - الصحافة ليست بدعاً بل هي مهنة تقول مباشرة للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، وآمل من الصحافيين أن يكونوا قادرين على مواجهة أي إحباطات في مسيرتهم. ألم يمر فهد العجلان بدائرة اليأس والإحباط التي يمر بها أي صحافي ناشئ؟ - في بداياتي طلبت مني «الجزيرة» أن أوقع على تعهد بعدم المطالبة بأية مكافآت، ووقعت على الإقرار، وحينما انتقلت إلى مجلة «اليمامة» أخبرت رئيس التحرير الدكتور عبدالله الجحلان بأنني أريد أن أجري حواراً مع وزيرين في الحوار نفسه، ووجهت بسخرية شديدة من البعض، لكنه شجعني ومنحني الثقة المطلوبة، من يريد النجاح فعليه بذل المزيد من الجهد. بماذا تلخص هموم الصحافي؟ - هموم الصحافة ككل وليس الصحافي وحده، هي أننا نفتقد بيئة عمل جاذبة للخبرات، متخصصة في العمل الإعلامي وليست طاردة له، كما أن وجود قنوات فضائية جديدة، أوجد فراغاً كبيراً في المؤسسات الصحافية من هجرة بعض الخبرات إليه لا يمكن ملؤه بسهولة. لذلك قامت «الجزيرة» باتفاق «شفهي» مع «الرياض» بعدم قبول انتقال الصحافيين في ما بينهما؟ - لا علم لي بذلك. لماذا تتخلى «الجزيرة» بسهولة عن كتّابها؟ - ليس صحيحاً. عبدالله بخيت مثال؟ - رئيس التحرير خالد المالك أصدر خطاباً توضيحياً في هذا الخصوص، وذكر فيه أن الصحيفة مقدمة على دورة صحافية جديدة استوجبت الاستغناء عن عبدالله بخيت. لم يكن الخلاف على ما يطرحه؟ - مطلقاً هناك كتّاب «أقوى» من عبدالله بخيت مثل محمد بن عبداللطيف آل الشيخ، سمر المقرن، ناصر الصرامي وغيرهم، نحن لدينا حرية في الطرح، و«الجزيرة» تمتاز بأنها فضاء لكل الآراء. بماذا تفسر إعلانكم عن «أرقام التوزيع» الخاصة بصحيفتكم؟ - وما العيب في ذلك. لكن الأرقام المعلنة لم تشر إلى النسخ المجانية الموزعة على الجامعات، كان يفترض أن يتم التنويه عنها من باب الشفافية؟ - أتحدى من يقول إننا نوزع نسخاً مجانية على الجامعات أن يثبت ذلك، نحن يحسب لنا اختراق مجتمع مهم كالمجتمع الطلابي، كما أن لدينا شركاء والقارئ هو أحد أهم شركائنا، وبالتالي لا بد أن نكون معه في غاية الشفافية التي من أساسياتها الإعلان عن أرقام توزيعنا. من الذي اتخذ هذا القرار؟ - رئيس التحرير عرض الاقتراح في لقاء مع وزير الثقافة والإعلام السابق، في حضور كل رؤساء تحرير الصحف المحلية، وأيضاً المدير العام عرض المقترح نفسه، أمام نظرائه في المؤسسات الصحافية الأخرى، في حضور وزير الثقافة الإعلام، وقد كتب رئيس التحرير ومهد لذلك في مقال له عام 2005، ثم جاء الوقت الذي يجب أن تتخذ فيه خطوة ريادية وكانت لنا. ما هي الآلية التي تتبعها ال «بي بي ايه» في معرفة أعداد التوزيع الحقيقية ل«الجزيرة»؟ - هذه المؤسسة لا تتحقق من انتشار أية وسيلة مجانية، وتمارس عملها بأسلوب أقرب إلى البوليسية، وتزور نقاط التوزيع بشكل عشوائي حتى المطابع تزورها، ومن ثم تضع أرقام توزيعنا على موقعها بشكل دائم، هذه هي آلية عملها.